عندما نلقي نظرة على الكواكب خارج نظامنا الشمسي، نجد أن لدينا العديد من العوالم السماوية الرائعة والغامرة التي تحمل في طياتها ألغازاً علمية هائلة. تعد Kepler-849 b واحدة من هذه الكواكب الغازية العملاقة المذهلة التي تطل علينا من أبعد الفضاءات، حيث يتوسطها الغموض والجمال في آن واحد.
تتميز Kepler-849 b بعدة خصائص فريدة، تبدأ من المسافة البعيدة التي تفصلها عنا، إذ تتأرجح في فضاءات تبلغ مسافتها الكونية 2682 وحدة فلكية. هذا البُعد الهائل يجعلها نجمة لامعة في سماء الفلك، حيث يبلغ تألقها الظاهري حوالي 12.878 درجة من الشدة، ما يعزز من روعة وجودها في سماء الليل البعيدة.
تمثل Kepler-849 b نموذجًا حيًا للعمالقة الغازية، حيث تُصنف كعملاق غازي. تتسم هذه الأنواع من الكواكب بأحجام هائلة وتكوينها الغازي السائد، ما يجعلها تختلف عن العوالم الصخرية التي نعرفها في نظامنا الشمسي. ورغم أنها تحمل في طياتها ألغاز الكون، إلا أن جاذبيتها الفائقة وجوها السحابي المبهر يجعلانها علامة لامعة في سماء الكواكب البعيدة.
اكتشفنا Kepler-849 b في عام 2016، حيث تمثل هذه الاكتشافات الفلكية قفزة نوعية في فهمنا للكواكب خارج نطاق الشمس. تلك اللحظة كانت كالشرارة التي ألقت الضوء على أسرار لا نهائية، حيث كشفت Kepler-849 b عن نفسها كجزء لا يتجزأ من العالم الفلكي المتنوع والغني.
من الناحية الكيميائية والفيزيائية، يعتبر Kepler-849 b مثيرًا للاهتمام بفضل مضاعف كتلته البالغ 0.127 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. كما أن قطره يشكل 0.637 مرة من قطر المشتري، مما يجعله عميقًا في أغوار الكون بأبعاده الضخمة.
تتميز مدارها بمسافة تبلغ 1.1088 وحدة فلكية، مما يضفي على Kepler-849 b رقيًا فلكيًا إضافيًا. وتحيك حول نجمها بفترة دوران تبلغ 1.0803559 يومًا، ورغم أنها تتبع مدارًا بدائيًا بدرجة عدم انتظام (eccentricity) تبلغ صفر، إلا أنها تثير دهشة العلماء بتكاملها الفائق في التكوين والحركة.
استخدمنا أسلوب العبور (Transit) كأداة لاكتشاف هذه العملاقة السماوية، حيث يعكس هذا الأسلوب الفريد طريقة تداخل الكوكب أمام نجمه، مما يسفر عن تغير في السطوع يمكن قياسه وتحليله بعناية فائقة.
في النهاية، تظل Kepler-849 b تحفة فلكية تشد الانتباه بجمالها وغموضها، وهي شاهدة حية على التنوع الفلكي الذي يستمر في إلهامنا وتحفيز فضولنا حيال أسرار الكون.