في إحدى الزوايا البعيدة والغامضة للكون، تبرز نجمٌ لامع يُدعى Kepler-825، ينتمي إلى عائلة النجوم الفائقة الساطعة في سماء الليل الفلكية. يعتبر هذا النجم مصدرًا للدهشة والفضول بين عشاق علم الفلك، حيث يتناثر في جماله الساطع الكثير من الأسرار والكنوز الفلكية.
في هذا السياق الفلكي المثير، يظهر إلى جانب نجم Kepler-825 كوكبٌ غامض يحمل اسم Kepler-825 c. يقع هذا الكوكب الفائق الأرضي في بُعدٍ يبلغ حوالي 2635.0 سنة ضوئية عنا، مما يجعله يتأرجح في عمق الفضاء البعيد. رغم بُعده الكبير، إلا أنه يظهر في سماء هذا النجم ببريقٍ مهيب يبلغ قوته الظاهرية 14.296، مما يجعله جوهرة فلكية نادرة.
Kepler-825 c ليس مجرد كوكب عادي، بل هو من فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يكمن سحره في أبعاده الرائعة. يزن هذا الكوكب أربعة أضعاف كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يعكس جاذبيته الفائقة. يُطلق عليه اسم “Super Earth”، وهو يشكل رمزًا للغموض والتفرد في عالم الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
عندما نلقي نظرة على الأبعاد الهائلة لـ Kepler-825 c، نجد أن نصف قطره يعادل 1.84 مرة نصف قطر الأرض، مما يجعله يبرز ككوكبٍ ذو حجمٍ استثنائي. تتجلى هذه الأبعاد الفلكية في جاذبيته الفريدة والتي تعكس طابعه الساحر.
لا تقتصر مفاجآت Kepler-825 c على أبعاده الفلكية فقط، بل تتعداها إلى مداره الذي يتميز بالتمايل الدقيق. يدور هذا الكوكب العجيب على بُعد 0.0759 وحدة فلكية من نجمه الأم Kepler-825، ويستغرق فقط 0.022450376 يومًا لاكتمال دورته الشمسية. تلك الرحلة المتسارعة حول نجمه تضيء الليل الفلكي بإيقاعها الخاص.
على الرغم من أن Kepler-825 c يحمل تحفًا من الأسرار، إلا أن علماء الفلك تمكنوا من اكتشافه في عام 2016 باستخدام طريقة العبور الفلكيّة “Transit”، التي تعتمد على مراقبة التغيرات في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هكذا، تكمن أهمية هذا الاكتشاف في فتح أفق جديد لفهمنا للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي وتنوعها الرائع.
في نهاية هذه الرحلة السرية إلى عالم Kepler-825 c، يظل هذا الكوكب الفائق الأرضي تحفة فلكية تشكل نقطة تحول في استكشاف الكواكب وتوسيع آفاق فهمنا للكون اللامتناهي وجماله الساحر.