في سماء اللامكان، تتلألأ نجوم لا تحصى، ومن بين هذا البحر اللامتناهي من النجوم يبرز عالم غامض وجديد، يدعى Kepler-763 b. إنها كوكب ينتمي إلى تصنيف “الأرض الضخمة”، حيث يتسم بحجم فائق يعتبر استثنائيًا في عالم الكواكب الخارجية.
يبتعد Kepler-763 b عنا بمسافة تبلغ 3140.0 سنة ضوئية، ما يعني أنه يستند في سماء الليل كنجم براق بمقدار 15.965 درجة من حيث السطوع الظاهر. تلك اللمعان الباهر يكشف عن تألق هذا العالم البعيد الذي يظهر كنقطة ضوء بسيطة على قمة سماء الفضاء.
تم اكتشاف Kepler-763 b في سنة 2016، وهو اكتشاف يُعتبر فارقًا في توسيع آفاق فهمنا للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي. إن الطريقة التي تم بها اكتشاف هذا العالم البعيد هي عبر استخدام أسلوب العبور أو الانتقال، حيث يلاحظ المراقبون تغيرات طفيفة في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه، ما يشير إلى وجود جسم سماوي يحجب جزءًا من ضوءه.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يتسم Kepler-763 b بكتلة تعادل 1.98 مرة من كتلة الأرض، وهو معامل يكشف عن وزنه الثقيل في عالم الكواكب الخارجية. ومن الجدير بالذكر أن قطره يعادل 1.22 مرة قطر الأرض، مما يمنحه هيكلًا مميزًا وضخمًا يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب الفائقة.
تدور Kepler-763 b حول نجمه الأم بنصف قطري يبلغ 0.0205 وحدة فلكية، وهو البُعد الذي يفصل بين الكوكب ونجمه الأم. تستغرق دورة كاملة حول النجم مدة زمنية تقدر بحوالي 0.003285421 سنة، مما يعكس سرعة دورانه السريعة والمثيرة. يلاحظ أن التكافؤ في مدار الكوكب يتجلى في قيمة الشذوذ المداري التي تكاد تكون معدومة، مما يجعل حركته حول نجمه الأم أكثر انتظامًا.
الطريقة التي تم بها اكتشاف Kepler-763 b وفحص خصائصها تبرز الجهود الجبارة للعلماء والمستكشفين في استكشاف أسرار الكون وفهم الظواهر الفلكية البعيدة. هذا العالم البعيد يظل تحفة فريدة في متحف الكواكب، ينتظر أن يفتح أبواب أسراره لنا بمزيد من الكشف والاستكشاف في المستقبل.