في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتألق نجمٌ مذهل يُعرف بإسم Kepler-755، يقع على بُعدٍ يناهز 1302 سنة ضوئية عن الأرض، حيث يتألق بلمعان يبلغ تقديره 14.277 درجة من الشدة. ولكن الجمال الفائق لا ينحصر في هذا النجم فحسب، بل يمتد إلى كوكبين مثيرين يدوران حول هذا العملاق اللامع.
يحمل أحد هذين العوالم السماويتين الرائعتين اسم Kepler-755 c، وهو من نوع “سوبر أرض”، حيث يبلغ الضعف والثلاثية من كتلة الأرض، ما يُعتبر تحفة فلكية تُضاف إلى خزانة المجرات المدهشة. تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح موضوع اهتمام وفضول العلماء والفلكيين.
بنظرة عن كثب إلى خصائص Kepler-755 c، نجد أن كتلته تضاعف كتلة الأرض بنسبة 2.13، مما يمنحه وزنًا فلكيًّا ملفتًا للنظر. ولكن ليس هذا فقط، بل يكمن جماله أيضًا في قطره الذي يزيد بنسبة 1.26 مقارنة بالأرض، ما يمنحه ملامحاً فريدة ومذهلة تثير العديد من التساؤلات حول طبيعته وتكوينه.
تدور Kepler-755 c حول نجمه الأم في مدار غاية في الإثارة، حيث يُقدر شعاع المدار بحوالي 0.0367 وفترة الدوران تصل إلى 0.007939767 سنة، مما يُظهر لنا تناغماً فلكياً يُضفي على هذا العالم السماوي جاذبيةً خاصة. ومع أنه لا يظهر أي تغير في شكل المدار، إلا أنه يخفي وراء ذلك عالمًا مليئًا بالغموض والتحديات العلمية.
تم اكتشاف Kepler-755 c باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، حيث تقوم الكواكب بعبور وجه نجمها الأم، مما يتسبب في تغيير طفيف في الإشعاع الذي يصل إلينا، وهو ما يُمكن العلماء من استنتاج وجود هذه العوالم البعيدة.
في الختام، يظهر Kepler-755 c كلوحة فنية تجمع بين القوة الجاذبة للفضاء والغموض الكوني، حيث يدفعنا اكتشافه إلى تساؤلات عميقة حول هذا الكون اللامتناهي وعجائبه التي تنتظر اكتشافها في كل زاوية من أركان السماء.