في أعماق السماء تتناثر الكواكب بألوانها المتنوعة وأسرارها الفلكية المذهلة، ومن بين هذه العوالم البعيدة تبرز Kepler-739 b، كوكب ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة المشابهة لكوكب نبتون. يتواجد هذا الكوكب في بُعد يبلغ 4471.0 سنة ضوئية من الأرض، ويتلألأ في السماء بشكل خافت بوجود نجم ذي سطوع يبلغ 15.711 درجة.
اكتشف هذا الجمال الكوني في عام 2016، عندما كشفت أعين العلماء عن وجود Kepler-739 b باستخدام أساليب الاكتشاف عبر عبور الكواكب أمام نجمها الأم، ما يُعرف بطريقة العابرة. ومع كل قطعة من المعلومات التي نتعرف عليها عن هذا الكوكب، تزداد إعجابنا بتعقيدات وجماليات الكواكب البعيدة.
إذا نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لهذا العالم البعيد، نجد أن كتلته تُعبِّر عنها بمعامل يبلغ 11.0 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تستحق التأمل. ولا تقل إثارةً هو قطره، حيث يعادل 29.6% من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
وكأن هذا لم يكن كافيا، يدور Kepler-739 b حول نجمه الأم على بُعد يبلغ 0.1054 وحدة فلكية، في مدار يستغرق 0.034223136 سنة أرضية ليكمل دورته الشمسية الواحدة. تُضفي البيانات حول الشكل البيضاوي لمداره، الذي يظهر بأنه ذو تمدد قليل، طابعًا خاصًا على هذا الكوكب الفريد.
من الملفت للنظر أيضًا أن هذا العالم البعيد يتمتع بتمركز مداري لا يظهر عليه أي انحراف في الميل، حيث يبدو أن حركته حول نجمه تتم بشكل منتظم ومتناغم.
لكن الجوانب المثيرة للدهشة لا تنتهي هنا، فالكوكب يعلوه سر آخر، حيث يتمتع بسطوع لافت يعكس قدرته على امتصاص وانعكاس ضوء نجمه الأم بطريقة فريدة. وفي عالم الفلك، تلك التفاصيل الدقيقة تكون كاللوحات الفنية التي تروي قصة الكواكب وتجاربها الفلكية.
تلك هي Kepler-739 b، عالم غامض يحمل في جعبته الكثير من الألغاز والجمال، والذي يعكس تنوع الكواكب في هذا الكون الواسع الذي لا ينتهي، والذي يظل مصدر إلهام للباحثين وعشاق علم الفلك في رحلة استكشاف لا تنتهي.