عند النظر إلى السماء اللامعة في عالم الكواكب والفضاء، نجد أن الكواكب البعيدة تحمل في طياتها أسراراً مثيرة وخصائصاً فريدة تشد الانتباه وتوسع آفاق المعرفة البشرية. أحد هذه العوالم البعيدة هي Kepler-738 b، الكوكب الذي يعزف لحناً فريداً في سمفونية الكون.
يتميز Kepler-738 b بموقعه البعيد الذي يبلغ مسافة تقدر بحوالي 3633 وحدة فلكية عن الأرض، ما يجعله نقطة بعيدة على لوحة السماء تشد الأنظار وتثير التساؤلات حول أسراره الكونية. ورغم أنه يظهر بوضوح في السماء، إلا أن توهجه الفلكي يبلغ قوة ضوء نجمه المضيء بمقدار 15.793 درجة، ما يجعله نقطة باهرة في سماء الليل.
ما يميز Kepler-738 b أكثر هو تصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني”، حيث يتمتع بخصائص تشبه تلك التي تجسده كواكب المجموعة الشمسية، وخاصة كوكب نبتون. يعكس هذا التصنيف تنوع الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي ويفتح الباب أمام استكشاف أسرار تكوين هذه العوالم الغامضة.
تم اكتشاف Kepler-738 b في عام 2016، حيث ألقى ذلك الاكتشاف بظلاله على السماء وأضاء درباً جديداً من الألغاز الفلكية. ومن المثير للدهشة أن كتلته تفوق مرة واحدة وستة أمثال كتلة الأرض، مما يجعله كوكباً ذا كتلة هائلة تزيد عن كتلتنا بشكل لافت.
وكما يتضح من مضاعفات كتلته ونصف قطره، يبرز Kepler-738 b بأبعاد هائلة تجعله كوكباً استثنائياً بين جموع الكواكب المكتشفة. يبلغ نصف قطره حوالي 0.223 مرة نصف قطر المشتري، مما يمنحه هيكلاً فلكياً ضخماً يتحدى فهمنا الحالي لتكوين الكواكب وتطورها.
على صعيد المسار الدوري، يتميز Kepler-738 b بمدار يبلغ نصف قطره حوالي 0.1552 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.06735113 يوماً ليكمل دورته الكاملة حول نجمه اللامع. تفتقد هذه الدورة لأي انحراف في المسار، إذ يظل المدار مستقراً بشكل لافت، مما يشير إلى استقرار نظامه الفلكي.
لا تشوب Kepler-738 b بأي شذوذ في الشكل البيضاوي للمدار، حيث تظل الدورة الدورانية محافظة على دقتها وتوازنها. ويعكس هذا التصميم الكوني الدقيق للمدار استقراراً وتوازناً يفوق التوقعات، ويتحدث بلغة مفهومة حول قوانين الجاذبية التي تحكم حركة الكواكب في سماء الكون.
وفيما يتعلق بطريقة الكشف عن Kepler-738 b، فقد تمت باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم قياس الانخفاض في سطوع النجم المركزي عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للعلماء باكتشاف الكواكب البعيدة وتحديد خصائصها بشكل دقيق، مما يضيف لفهمنا لعالم الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي.
في الختام، يظهر Kepler-738 b كلوحة فنية تشكل قصةً مثيرة في سماء الكون. يفتح لنا نافذة على عوالم بعيدة وخصائص فلكية فريدة، مما يثري حقول العلم الفلكي ويوسع آفاق المعرفة حول الكواكب والفضاء اللامتناهي.