في السماء البعيدة تتلألأ نجوم لا تحصى، وفي هذا الكون الواسع الذي ينبض بالألغاز والسرّ، نجد أنفسنا أمام كوكب جديد يحمل اسم Kepler-692 b. إنه عالم مدهش يطل علينا من بعيد، مشرقاً ببريق فريد وساحر يفوق وصف اللسان البشري.
بعيدًا عنا بمسافة تصل إلى 3234.0 سنة ضوئية، يتلألأ Kepler-692 b كنجم لامع في عتمة اللانهاية. إشعاعه الفضائي يمتد بأمواج ضوء تقودنا إلى عالم من الدهشة والغموض. يتألق الكوكب بلمعان لامع في سماء الليل، ورغم بعده الشاسع، يظهر لنا كجوهرة فلكية تتلألأ في اللانهاية السماوية.
تتسم Kepler-692 b بطابع فريد يشبه الكواكب العملاقة، إذ يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، يتقاسم مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي العديد من السمات المميزة. يتسم بشكله السميك وبنيته الجيولوجية الساحرة، مما يجعله واحدًا من تلك العوالم الغامضة التي تنتظر اكتشافها بفضول.
تم اكتشاف Kepler-692 b في سنة 2016، حيث كان علماء الفلك يحملون عبء الليل ويستخدمون تقنيات العصر الحديثة لرصد الظاهرة المثيرة للدهشة المعروفة باسم “العبور”. هذا الاكتشاف المذهل أضاء لنا على وجود هذا العالم الساحر في سماء الفضاء.
فيما يخص الخصائص الفيزيائية، يزين Kepler-692 b ميزة فريدة من نوعها، إذ يحمل كتلة تعادل 9.85 مرة كتلة الأرض. وإذا كنا ننظر إلى قطره، يكمن سر جاذبيته في قيمة تعادل 0.277 من قطر المشتري، جعلته يبرز بين باقي الكواكب بسمة فلكية لا تُضاهى.
أما في رحلته حول نجمه، فيستكشف Kepler-692 b دائرة غامضة تبلغ نصف قطر مدارها 0.1495 وحدة فلكية، ويستغرق للقيام بشدة هذا الرقص الكوني فقط 0.059685145 عامًا. يتسم مداره بشكل دائري تقريبًا، ما يضفي على تلك الرحلة حول النجم لمسة فنية تكاد تكون خارجة عن الواقع.
إن Kepler-692 b لم يتألق فحسب، بل أخفى في أسراره مفاتيح عديدة. بفضل طريقة الكشف عنه التي تعرف بـ “عابر النجوم”، نجح علماء الفلك في رصد هذا العالم البعيد. تلك التقنية الدقيقة والمعقدة تكشف لنا عن تأثير عبور الكوكب أمام نجمه الأم، وهو ما يتيح لنا استنتاج وجوده والتعرف على خصائصه بدقة فائقة.
في نهاية هذه الرحلة في عالم Kepler-692 b، نجد أنفسنا أمام لغز فلكي يطرح التساؤلات حول الحياة الممكنة في أماكن بعيدة بلا حدود. إن هذا العالم البعيد يعكس عجائب وغموض الكون، ويترك لنا أثراً عميقاً يستحق الاكتشاف والاستكشاف المستمر.