عندما نتأمل السماء اللامعة في الليل، يتساءل الإنسان عن أسرار الفضاء وعن الكواكب البعيدة التي تدور في مداراتها الغامضة. أحد هذه الكواكب الساحرة هي Kepler-633 c، التي تقع على بعد 2220.0 سنة ضوئية منا، وتتلألأ بسطوع نجمها الذي يبلغ 13.812 درجة حسب المقياس النجمي.
تتميز Kepler-633 c بأنها من نوع “نبتونية”، وهي كوكب يشبه في خصائصه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. اكتشف هذا العالم الساحر في عام 2021، مضيء بذلك السحر الذي يحمله كل اكتشاف في عالم الفلك.
إحدى السمات اللافتة لكوكب Kepler-633 c هي كتلته الفائقة، إذ يبلغ معامل الكتلة المضاعف 5.89 مرة مقارنة بالأرض، مما يجعله أحد الكواكب الضخمة التي تثير الفضول. وعندما نرتبط بحجمه، نجد أن قطره يعادل 0.205 قطر جوبيتر، مما يبرز مدى تنوع هذا العالم الفضائي.
لا تقتصر المفاجآت على ذلك، بل تمتلك Kepler-633 c مدارًا فريدًا حيث يبلغ شعاعه المداري 0.1618 وفترة دورانه حول نجمه تعادل 0.06516085 سنة. تلك الأرقام تضفي لهذا الكوكب سحرًا خاصًا في عالم الفلك.
ومن اللافت أيضاً أن Kepler-633 c يظهر بدوره زمني الاستقرار، حيث تشير الابتعادات المستقرة في المدار (eccentricity = 0.0) إلى ترتيب مداري يحمل في طياته التوازن والاستقرار.
لم يكتشف هذا العالم الساحر إلا من خلال استخدام أسلوب العبور (Transit)، وهو الطريقة التي تعتمد على رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه، مما يؤدي إلى تغيير طفيف في السطوع يمكن قياسه بدقة عالية.
في النهاية، يظهر Kepler-633 c كلوحة فنية تندمج فيها عجائب الكون وروعته، ويعكس بريقه الساحر جمالية الفضاء وغموضه، مما يشكل تذكيرًا ملهمًا بأن لدينا الكثير لاكتشافه وفهمه في هذا الكون اللامتناهي.