في أعماق السماء اللامتناهية، حيث تتداخل الليالي وتتجلى الأسرار الكونية، نجد أنفسنا أمام إحدى أعجوبات الكون، الكوكب Kepler-590 b. يستند هذا الكوكب البديع في نظام Kepler-590 إلى بُعد يبلغ حوالي 4638 وحدة فلكية عنا، مكنت البشرية من استكشافه ودراسته بفضل التقنيات المتقدمة في مجال رصد الكواكب البعيدة.
تتميز Kepler-590 b بخصائصها الفريدة والمذهلة، فقد تم اكتشافها في عام 2016 عبر طريقة العبور الكوكبي، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم Kepler-590، ما يؤدي إلى حدوث انخفاض طفيف في سطوع النجم. يُقدر تلك اللحظات الساحرة بمقدار مقياس التألق الشمسي الذي يبلغ 14.554.
عندما ننظر إلى البنية الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أنه يتمتع بطابع شبيه بكوكب المشتري، إذ يُصنف Kepler-590 b ككوكب من نوع “نبتوني”، ويتمتع بكتلة تعادل 15.2 مرة كتلة الأرض. إن تلك الكتلة الهائلة تضفي على الكوكب سمة استثنائية تجعله يبرز بين باقي الكواكب الكونية.
تأخذ الأبعاد الضخمة للكوكب أبعادًا أكبر عندما ننظر إلى نصف قطره، إذ يبلغ 0.359 نصف قطر كوكب المشتري، مما يمنحه ملمحًا فريدًا ومتميزًا في عالم الكواكب الغامضة. وبالمقابل، يتمتع Kepler-590 b بمسافة دورية تبلغ 0.0647 وحدة فلكية، وفترة دورانية تقدر بحوالي 0.01615332 عام، ما يجعله يتجاوز توقعات الباحثين بمدى مدهش.
تمتلك هذه الكوكب البعيدة طابعًا خاصًا، إذ تظهر أن الكوكب يتبع مدارًا دائريًا تقريبًا بدرجة انحراف صفر، ما يجسد استقراره وتناغمه في سماء عالمه الفضائي. وقد تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور، حيث يمكن للعلماء استنتاج الوجود الكوكبي من خلال تحليل التغيرات في سطوع النجم الأم.
تلك اللمحات العليا لخصائص Kepler-590 b تكشف عن غموض لا حدود له، فالكوكب يتسم بأبعاده الفلكية والفيزيائية الاستثنائية، ما يجعله نجمًا متألقًا في عالم الكواكب البعيدة ويسهم في توسيع أفق الفهم البشري حول أسرار الكون اللانهائي.