في سماء اللامعة، تتلألأ نجمة Kepler-57 ببريقها الخاص، مشعةً بالألوان والأسرار الكونية. وفي هذا الكوكب البعيد، يكمن عالمٌ جديد يحمل اسم Kepler-57c. تمت اكتشاف هذا الكوكب الساحر في عام 2012، إضافةً إلى إخوته Kepler-57d، وسطع نجمهما في سماء الفضاء مما جعلهما محط اهتمام العلماء والباحثين في علم الفلك.
من بين خصائص هذا العالم الجديد، يبرز بعده عن الأرض بمسافة تبلغ 2101.0 سنة ضوئية، مما يجعله ينتمي إلى مجموعة الكواكب البعيدة التي تستدعي الفضول والتساؤل حول غموضها وتكوينها. تتمثل اللمحات السماوية في تألقها الذي يبلغ 15.017 درجة من اللمعان، مما يعكس تأثيرًا مميزًا يلتقط الأنظار.
Kepler-57c ليس كأي كوكب آخر، بل يُصنف تحت فئة “Super Earth”، حيث يكتنفه سحر الكواكب الضخمة والتي تتميز بخصائص تجعلها تحمل سماتٍ مميزة تجعلها تختلف عن أقرانها الصغار. تأتي هذه التصنيفات من استناد العلماء إلى خصائصه الفريدة، فتكوينه الجيولوجي المعقد وتأثيرات الجاذبية الفائقة التي تميز كواكب “Super Earth”.
وبالنظر إلى الأبعاد الفيزيائية للكوكب، نجد أن كتلته تضاعف 9.1 مرة مقارنة بالأرض، ما يجعله يحمل في طياته وزنًا هائلاً يشكل لغزًا يطرح التساؤلات حول تكوينه وتاريخه الكوني. ومع مضاعف نصف قطر يبلغ 1.55 مقارنة بنصف قطر الأرض، يظهر الكوكب بحجم مثير للدهشة، مشكلاً لوحة فلكية فريدة.
تتحدد مدارات Kepler-57c حول نجمها الأم، حيث يكون مسافتها الشاقة تبلغ 0.096 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 0.03175907 يومًا، ما يجعل للزمن والفضاء رقصةً متناغمة حين يلتقيان في هذا العالم الساحر.
ومن الملفت أيضًا أن Kepler-57c يتمتع بتمركز دائري تام حين يدور حول نجمه، حيث يبلغ التمركز الشديد صفر، مما يعني أن مداره يتسم بالاستقرار والانتظام. وتم استخدام طريقة الكشف عبر العبور الذي تمثل في تقلبات ضؤ النجم عندما يمر الكوكب أمامه لاكتشاف هذا العالم الرائع.
في النهاية، تترك Kepler-57c أثرًا مضيئًا في خريطة الكواكب المكتشفة، حاملاً معه الكثير من الألغاز والأسرار التي تستند إليها العلوم الفلكية لفهم أعماق الكون وجمالياته المذهلة. إنه عالم منفصل في سماء اللانهاية يستمر في إلهام العلماء والرواد في رحلتهم المستمرة نحو فهم أسرار الفضاء اللامتناهي.