في الأعماق البعيدة للكون، تتلألأ نجمة Kepler-50 ببريقها الخافت في سماء الليل. إنها تابع فلكي ينضوي تحت تصنيف النجم الذي يُطلَق عليه Kepler، حيث يتسم بملامح فريدة تكشف عن أسرار الكواكب التي تدور حوله.
تتبخر الأفكار في فضاء الخيال عندما ننظر إلى إحدى أقمار Kepler-50، وهي Kepler-50c. يمتد الفضاء الشاسع ليصعب تصور أبعاده، حيث يبلغ المسافة بيننا وبين Kepler-50c ما يقارب 816 وحدة فلكية. ينغمس هذا الكوكب الغامض في قدرات استشعار البشر، حيث يمكن لأجهزة الرصد الفلكية الاقتراب منه بفضل الإشعاع النجمي الذي يعود إلينا من Kepler-50.
تتميز Kepler-50c بتصنيفها ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث تشير الدراسات إلى أنها تحمل خصائص تشبه تلك التي نعرفها من كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. إن لمعانها الخافت يظهر بشكل ملفت، حيث يصل تألقها إلى 10.544 درجة من السطوع النجمي.
اكتشف هذا الكوكب البعيد في سنة 2012، حيث قام علماء الفلك بدراسته باستخدام أسلوب اكتشاف يعرف بـ “العبور” أو “العبور الكوني”. تتمثل هذه الطريقة في رصد تغيرات طفيفة في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام النجم الأم، ما يُسمى بظاهرة العبور الكوني.
وفيما يتعلق بخصائص Kepler-50c، يأتي وزنها بتضاعف قدره 8.2 مقارنة بكتلة الأرض، وهو مؤشر على كتلتها الكبيرة. بالمثل، يظهر نصف قطرها بتضاعف يبلغ 2.17 مرة من نصف قطر الأرض، مما يجعلها تتمتع بحجم استثنائي.
تدور Kepler-50c في فلكها بنصف قطر يقدر بحوالي 0.087 وحدة فلكية، وتحتاج إلى حوالي 0.025735795 يومًا لاكتمال دورتها المدارية حول Kepler-50. يظهر ميلها المداري بشكل لافت إلى أنها تسير في مدار مستقيم بدون أي انحراف يُذكر.
يسجل الكون على جدرانه حكايات تعكس جمال وتنوع الكواكب والأجرام السماوية، ومن بين هذه الروائع الكوكبية، يبرز Kepler-50c كجوهرة لامعة في عنان السماء، تذكير بعظمة الكون وغموضه الذي لا ينتهي.