في العمق الساحر والغامر للسماء، تظهر لنا نواة الكون أسرارها وأجرامها الفلكية بأبهى صورها، ومن بين هذه اللمعات السماوية الساحرة تبرز كوكبٌ بريءٌ من أسرار الفضاء، يدعى Kepler-493 b. إنه عالم غازي من الفئة العملاقة ينتمي إلى عائلة الكواكب الغازية، ويقع على بُعد مسافة فلكية تبلغ حوالي 5695 وحدة فلكية من الأرض.
تتألق هذه الجوهرة السماوية بتوهجٍ خافت يبلغ سطوعه حوالي 15.268 درجة نجومية، وهو ما يضيف لمسة من الجمال والغموض لحضوره في سماء الليل. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سنة 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح جزءًا لا يتجزأ من قائمة الكواكب التي تنثر بهاءها في عرض الكون.
تعتبر Kepler-493 b من العمالقة في عالم الكواكب، إذ يبلغ معامل كتلته 118.0 مرة مقارنة بكتلة المشتري، العملاق الغازي البارع الذي يحمل لقب أكبر كوكب في المجموعة الشمسية. وكما يتسم برائحة الغاز والغموض، يُعتبر نصف قطر Kepler-493 b ضخمًا بمعامل يبلغ 1.35 مرة قطر المشتري، مما يعزز من سحره وجاذبيته الفلكية.
يتجول هذا العملاق الغازي في فلكه الخاص على مدار زمني قصير ومدهش، حيث يبلغ نصف قطره المداري حوالي 0.0439 وحدة فلكية. ولتكتمل رحلته الفلكية المذهلة، يحتاج Kepler-493 b إلى فترة قدرها 0.008213553 سنة ليكمل دورته حول نجمه الأم. تتزين هذه الدورة بخصائص فلكية مميزة، حيث يكمن سر جمالها في خلوها من أي انحراف، حيث تسير بدقة وثبات على مدارها المحدد.
تمت مراقبة Kepler-493 b باستخدام أسلوب الكشف الفلكي المعروف بظاهرة العبور، حيث يتم قياس انخفاض في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق قاد إلى كشف هذه الجوهرة الفضائية وإثبات وجودها في سماء الكون.
في نهاية المطاف، يظهر Kepler-493 b كلوحة فنية عليها بُعد فلكي وتفاصيل فريدة تضفي سحرًا خاصًا على عرشها الكوني. إنها دعوة لاستكشاف أعماق الفضاء والاستمتاع بجماليات الكواكب التي تنير سماء الليل ببريقها الفلكي وتحمل في طياتها أسرارًا لا تنتهي حتى نهاية الزمان.