في أعماق السماء اللامعة، تتوسع عالم الفضاء ليكشف لنا عن أسرار لا تنتهي، ومن بين تلك الأسرار تبرز كواكب النظام الشمسي، ولكن هناك عجائب أخرى تنتظر اكتشافها في أنحاء الكون. من بين هذه العجائب تتألق كوكب Kepler-487 c، كوكب بعيد يشكل جزءًا من مجموعته الفلكية الخاصة.
تحديداً، يتواجد Kepler-487 c على بعد 2846.0 سنة ضوئية من الأرض، يتخذ مكاناً في الليل السماوي برفقة نجم يتألق بشدة بقوة 14.882 درجة من حيث السطوع الظاهر. يتمتع هذا العالم البعيد بخصائص مميزة تجعله يبرز في سماء الكواكب.
تصنف Kepler-487 c ككوكب من نوع “نبتوني”، وهذا يعني أنه يتمتع بخصائص تشبه إلى حد كبير كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تتنوع خصائصه بشكل ملحوظ، حيث تم اكتشافه في عام 2016 باستخدام أسلوب الكشف عبر عبور الكوكب أمام نجمه الأم، طريقة تعرف باسم “Transit”.
لنلقي نظرة على الأبعاد الفيزيائية لهذا الكوكب البعيد، يبلغ مضاعف كتلته 7.65 مرة مضاعف كتلة الأرض، وهو معلم يعكس الكثافة الفائقة له. من ناحية أخرى، يبلغ مضاعف نصف قطره 0.239 مرة مضاعف نصف قطر كوكب المشتري، مما يكشف عن حجمه الضخم بالمقارنة.
تتداول Kepler-487 c حول نجمه الأم على مسافة تبلغ 0.2141 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانه حوالي 0.105954826 سنة. يلاحظ أن الكوكب يتمتع بمدار تقليدي بدرجة عدم انحراف تقريبية تعادل صفر، مما يضفي عليه ثباتاً في حركته حول النجم.
ما يميز هذا الاكتشاف هو تميزه بطريقة الكشف التي تم بها، حيث تم رصد الكوكب أثناء مروره أمام نجمه، وهو ما يعكس التقدم المستمر في تقنيات الرصد الفلكي. إن اكتشافات مثل Kepler-487 c تمهد الطريق لفهم أعماق الكون وتفاصيل الكواكب البعيدة، وتفتح أفقاً جديداً في رحلتنا لفهم غموض الفضاء اللانهائي.