في سماء الكون اللامتناهي تتلألأ نجوم وكواكب تحمل في طياتها أسرارًا لا تعد ولا تحصى، ومن بين هذا السحر الفلكي الذي يثير الفضول والتساؤلات، نجد أحد الكواكب المميزة بشكل لا يقل عن روعة الخيال. إنها Kepler-47 c، تلك الكوكب الذي يندرج ضمن عائلة الكواكب البعيدة والمثيرة للاهتمام.
تأخذنا معلومات Kepler-47 c في رحلة عبر الزمكان والمكان، حيث يتربع هذا العالم الفلكي على بُعد يبلغ 3344.0 سنة ضوئية، يتلاشى فيها الزمان وتتلاشى حدود الكون. إن السطوع النجمي لهذا الجرم السماوي يُقدر بحوالى 15.31 درجة، ما يجعله ضمن الكواكب التي تتلألأ بأنوار خافتة وساحرة في سماء الليل.
تأخذ Kepler-47 c مكانة خاصة في عائلتها الكونية، إذ تمتاز بنوع فريد ومذهل، حيث يُصنف هذا الكوكب كنيبتوني المشابه، يتشابه في صفاته مع كوكب نبتون الذي يدور حول الشمس في نظامنا الشمسي. إن هذا التشابه يجسد جمال الاختلاف والتنوع الذي يميز عالم الكواكب.
تعود لنا ذكرى اكتشاف Kepler-47 c إلى عام 2012، حين كان الإنسان يطارد ألغاز الفضاء بكل شغف وفضول. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الكوكب محط جذب للعلماء والمفكرين الذين يسعون لفهم أسراره وطبيعته الفريدة.
وفيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لـ Kepler-47 c، يظهر أن كتلته تفوق كتلة الأرض بمعامل يصل إلى 3.17 مرة، ما يجسد قوة جاذبيته ويضفي عليه ثقلًا لا يمكن تجاوزه. وعندما نتحدث عن قياس الشعاع، نجد أنه يُضاعف بنسبة 0.415 مرة من شعاع كوكب المشتري، ما يمنحه شكلًا فريدًا يعكس تنوع هياكله وتكويناته.
تدور Kepler-47 c حول نجمها الأم بمسافة تُقدر بحوالى 0.9638 وحدة فلكية، وتحتاج إلى زمن قدره 0.8301164 يومًا لاستكمال دورتها الشمسية. يضيف الكوكب لمسة من الغموض إلى روعة الفضاء بفضل تميزه بشكل طفيف في الشكل المداري بنسبة الشذوذ تقدر بحوالى 0.04.
أسلوب اكتشاف Kepler-47 c كان عبر طريقة العبور أو ما يُعرف بطريقة الكسوف، حيث يلاحظ العلماء تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يسهم في فهمنا لتفاصيل وطبيعة الكواكب البعيدة في أنحاء الكون.
إن Kepler-47 c، بهيكلها الفريد وسحرها الكوني، تظل رمزًا للغموض والتنوع الذي يعج به عالم الكواكب والفضاء. يبقى هذا الكوكب جزءًا من قصة الكون المذهلة التي نسعى دائمًا لفهمها واستكشافها، محملًا بأسرار تنتظر أن يكشفها لنا الوقت والعلم.