في إحدى الزوايا النائية والغامضة للكون، تتوسط نجمٌ صغير وباهت يُعرف باسم Kepler-446، وعلى بُعد يصل إلى 314 سنة ضوئية منا، يكمن عالم غني بالألغاز والإثارة، يحمل اسم Kepler-446 b. يعتبر Kepler-446 b من ضمن تصنيف الكواكب الضخمة، حيث يمتلك كتلة ضعف متعددة مقارنةً بالأرض، إذ يبلغ معامل كتلته 2.86 مرة كتلة كوكبنا الأزرق.
وبالرغم من بعده الشاسع، يظهر نجم Kepler-446 بقوة بمقدار 17.5041 درجة من اللمعان النجمي، ما يجعله ضمن النجوم الباهتة التي تعزلها السماء اللامعة. إنها تحفة فلكية تلك التي تمثلها هذه العالمة الفلكية، حيث يُصعب على العين المجردة التمييز بينه وبين بقية النجوم اللامعة في الليل العميق.
تبرز الخصائص الفريدة لكوكب Kepler-446 b أكثر فأكثر كلما اقتربنا من تفاصيله. إنه كوكب فائق الأرض، يتميز بشكل استثنائي بكتلته الضخمة وشعاعه الكبير. إذ يبلغ شعاعه 1.5 مرة شعاع الأرض، مما يجعله يشبه إلى حد كبير الأرض، ولكن بأبعاد مُكبلة بقوانين الجاذبية الفضائية.
تم اكتشاف Kepler-446 b في سنة 2015، وذلك عبر أسلوب العبور الكوني (Transit)، حيث تتلاشى ضئيلة النجم الأمامي عندما يمر الكوكب أمامه، مما يتيح للمراصد الفلكية الاستدلال على وجود هذا العالم الساحر. تعتبر هذه الطريقة من أبرز الوسائل المستخدمة في رصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتشكل نافذة مهمة نحو فهم الكواكب البعيدة.
من الناحية الفلكية، يتداول Kepler-446 b حول نجمه الأم Kepler-446 على مدار دائري يبلغ شعاعه 0.0182 وفترة مدارية تقدر بحوالي 0.0043805614 سنة. وبالرغم من قربه الظاهري، يظهر أنه لا يتميز بتوابع إهليلجية تُذكر، حيث يسير في مداره بطابع تقريبي للدوران المنتظم.
تتيح لنا هذه الاكتشافات الفلكية الرائعة نظرة أعمق إلى أسرار الفضاء وتنوع الكواكب التي تنتظر اكتشافها. إن Kepler-446 b تمثل إضافة مهمة لقائمة العوالم البعيدة التي تثير فضولنا وتجذب انتباه علماء الفلك ورواد الفضاء، مما يفتح أفقًا جديدًا لاستكشافاتنا المستقبلية في هذا الكون الواسع والغامض.