عندما نلقي نظرة عميقة نحو السماء اللامعة في الليل، ندرك بأنها تحتفظ بأسرار عديدة وغامضة تتعلق بالكواكب والفضاء اللانهائي. إحدى هذه الأسرار المذهلة تتعلق بكوكب يُدعى Kepler-386 c، الذي يعد من فئة الكواكب الضخمة ذات الحجم الفائق المعروفة باسم “سوبر إيرث”.
يتواجد Kepler-386 c على بُعد مدهش يبلغ 2879.0 سنة ضوئية عنا، ورغم بُعده الكبير، يتألق النجم الذي يحيط به بشكل لافت بسطوع يصل إلى 15.949 من وحدة السطوع الشمسية، ما يجعله نقطة ساطعة في سماء الليل.
يُصنف Kepler-386 c ككوكب من نوع “سوبر إيرث”، وهذا يعني أنه يمتلك حجمًا أكبر بكثير من حجم الأرض. ما يلفت الانتباه هو الطريقة الفريدة التي تم اكتشافها بها، حيث جاء اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2014 باستخدام أسلوب العبور أو الكسوف (Transit)، الذي يتيح للعلماء رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه وتسجيل التغيرات في سطوع النجم.
ومن الملفت للنظر أيضًا أن Kepler-386 c يحمل عبءًا ثلاث مرات أكبر من كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل. تعادل كتلته 3.12 مرات تلك الخاصة بكوكبنا. ولكن ليس هذا فقط، بل يبرز أيضًا بأن قطره يزيد عن قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.58، مما يضفي عليه مظهرًا جسديًا مذهلاً.
عند التفكير في المدار الذي يسلكه Kepler-386 c حول نجمه، نجد أنه يتواجد على بُعد 0.155 وحدة فلكية. ويُكمل دورة حول نجمه في فترة تقدر بـ 0.068993844 سنة، ما يبرهن على سرعة دورانه واقترابه الدائم من نجمه الأم.
رغم هذه السرعة الكبيرة في الدوران، يبدو أن Kepler-386 c يلتزم بحركة دائرية تقريبية بدرجة كبيرة، إذ يظهر أن الشذوذ المداري (eccentricity) له يقترب من الصفر، مما يعكس ثباته في مساره المداري.
إن كل هذه السمات الفريدة تميز Kepler-386 c وتجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في علم الفلك، حيث يفتح أمامهم فرصًا جديدة لفهم أعماق الفضاء وتشكيل الكواكب وظواهرها المعقدة. إن Kepler-386 c يشكل نقطة ساطعة في سماء الكون، تذكير حي بجمال الألغاز الكونية التي تنتظر الكشف عنها في الأفق اللامتناهي للفضاء.