في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، يتوسع الكون بأبعاده اللامتناهية، وفي هذا الفضاء الواسع يندمج الكواكب والنجوم في رقصة فلكية مذهلة. ومن بين هذا الجمال الفلكي يظهر لنا عالم آخر، Kepler-384 c، كوكب ينتمي إلى عائلة الكواكب الضخمة المعروفة بـ “الأرض العظيمة” أو بمصطلح “سوبر الأرض”.
يقع Kepler-384 c على بُعد يناهز 2922 سنة ضوئية منا، في منطقة بعيدة جدا عن المجموعة الشمسية التي ننتمي إليها. تبرز تلك النجمة البعيدة بلمعانها الخافت، حيث يبلغ معدل اللمعان النجمي لـ Kepler-384 نحو 13.734 درجة مغناطيسية، وهو ما يمنح للمشاهد مشهدا فلكيا مدهشا يمزج بين الغموض والجمال.
تعتبر Kepler-384 c “سوبر الأرض” بسبب حجمها الضخم بالمقارنة مع كوكبنا. إذ يُقدر مضاعف الكتلة لهذا الكوكب بنسبة 1.51 مقارنة بكتلة الأرض، مما يعني أنها تتمتع بكتلة أكبر بشكل ملحوظ. ولكن ليس فقط حجمها الكبير يميزها، بل يمتد تأثيرها إلى الشكل أيضا، حيث يظهر نصف قطر Kepler-384 c بنسبة 1.13 مقارنة بنصف قطر الأرض، مما يمنحها مظهرا كرويا غير تقليدي.
تدور Kepler-384 c حول نجمها الأم، الذي يمتاز بلمعانه الخافت، على مدار يبلغ 0.236 وحدة فلكية. وتستغرق هذه الرحلة الفلكية حوالي 0.12402464 سنة، ما يعني أنها تتحرك بشكل سريع حول نجمها. يلاحظ أن التراص الإهليلجي لمدار Kepler-384 c يبلغ صفر، مما يعني أن مدارها يتسم بالدوران المنتظم والمستقيم حول نجمها الأم.
تم اكتشاف Kepler-384 c في سماء الفضاء اللامتناهي في عام 2014، حيث اعتمدت طريقة الكشف على ظاهرة عبور الكوكب أمام نجمه، ما يُعرف بظاهرة العبور المروري. هذه الطريقة الدقيقة والحساسة أتاحت للعلماء فهما أعمق للخصائص والمعلومات المتعلقة بهذا العالم السماوي.
تُعد Kepler-384 c تحفة فلكية تشد الانتباه، فهي تمثل نافذة إلى أبعاد جديدة من الفضاء الخارجي، وتُسلط الضوء على تنوع الكواكب التي تحوم حول النجوم البعيدة. إنها رحلة إلى عالم مجهول، حيث يتجاوز الجمال الفلكي حدود الخيال، وتعزز الإكتشافات العلمية روعة هذا الكون اللامتناهي.