تتعدَّى الكون الواسع الذي نغوص فيه إلى حدود لا تنتهي، حيث تتناثر الكواكب والأجرام السماوية بأشكال وأحجام متنوعة. وفي هذا السياق الرحب، يبرز الكوكب Kepler-377 c بفخر، متوضعاً على بُعد يُقدر بحوالي 2687 وحدة فلكية من الأرض.
تعتبر اللمعان النجمي لهذا العالم السماوي من الأمور المثيرة، إذ يسجَّل سُطوعه بلمعان نجمي يبلغ 14.081 درجة، يضيء في سماء الليل كنقطة لامعة في هذا السماء المظلمة. تلك اللمحة المتألقة لا تقتصر على الوهج البصري فقط، بل تشكل جزءاً من لغز الفضاء الذي يجذب العقول البشرية نحو العمق اللامتناهي للكون.
وما يميز Kepler-377 c هو طبيعته الفريدة ككوكب فائق الأرض، إذ يصنف ضمن هذه الفئة المليئة بالغموض والتشويق. إنه عالم ذو كتلة مضاعفة تبلغ 4.9 مرة تلك الخاصة بكوكب الأرض، ما يجعله ينحرف عن المألوف ويتسم بخصائص فريدة تجعله جوهرة نادرة في سماء الكون.
أما بالنسبة للأبعاد، فإن Kepler-377 c يبهرنا بقطر مضاعف يتجاوز ضعفين من قطر الأرض، حيث يُقدر بـ 2.06 مرة قطر الكوكب الأزرق. هذا الاختلاف البارز في الأحجام يلفت النظر إلى تنوع الكواكب وقدرتها على أن تأخذ أشكالاً متعددة في هذا الكون الشاسع.
وكما لو أن كل هذا البداع لم يكن كافياً، فإن المكتشفين قد ألقوا الضوء على Kepler-377 c في عام 2014، كتحفة استكشافية جديدة في مسيرة البحث الفلكي. تلك السنة أضاءت بنجاح على وجود هذا العالم الساحر، ما أضفى لمسةً جديدةً من السحر والإثارة إلى حقول الفضاء والكواكب.
وحين ننظر إلى المدار الذي يتسارع فيه Kepler-377 c حول نجمه، نجده يستغرق فقط 0.07392197 يومًا لإتمام دورته الشمسية، ويتميز بانتظام عالٍ حيث تظهر ظاهرة العبور الكوكبي، أو ما يُعرف بالـ “Transit” كطريقة للكشف عن وجود هذا الكوكب البعيد.
إلى جانب ذلك، يبدو Kepler-377 c ككوكب ذو حركة دائرية استوائية، حيث يُلاحظ قلة في التحرك البعدي لمداره، ويظهر ذلك بوجود قيمة صغيرة للانحراف المداري (eccentricity) تقترب من الصفر، مما يبرز الاستقرار الفريد لهذا العالم في تجاويف الفضاء.
وفي ختام هذه الرحلة السحرية في عالم Kepler-377 c، يظهر وجوده كلوحة فنية في كوننا الواسع، حيث يتناغم الكواكب والنجوم ليخلقوا سيمفونية غنية بالتنوع والجمال. إن Kepler-377 c يضيء في سماء الكون كنجمة منبثقة من خلال التفاصيل الفريدة التي تميزه، ويظل علامة على عظمة الكون وتنوعه اللامتناهي.