في الأعماق السحيقة للكون، حيث يتجول الأفق الفضائي في تناغم لا متناهي، تبرز كواكب نائية تمتاز بتفاصيل فريدة تعكس روعة الكون وتعقيداته. ومن بين هذه الكواكب، تألقت Kepler-376 b كجوهرة لامعة في سماء اللانهاية.
تتألق Kepler-376 b في سماء الفضاء على بعد يتراوح حوالي 3011.0 سنة ضوئية، وتأتي ضوءها إلينا كرسالة من الماضي، تحمل معها أسراراً لا يمكن إدراكها إلا من خلال رحلة عبر الزمن الفضائي. يبلغ لمعانها النجمي حوالي 13.86 درجة، ما يجعلها تظهر بشكل باهر في سماء الليل، مثيرةً تساؤلاتنا حول الحياة والظواهر الكونية.
وتتبخر الغموض من حول Kepler-376 b مع كل معلومة نكتشفها حولها. إنها تعتبر “سوبر أرض”، كوكبٍ يتمتع بخصائص استثنائية تجعله يبرز بين أقرانه. تم اكتشافها في عام 2014، حينما ألقى العلماء نظرة عميقة إلى أفق الفضاء باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، وهو الطريقة التي كشفت عن هذه اللؤلؤة الفضائية.
وفيما يتعلق بخصائصها الفيزيائية، تكشف الأرقام عن تعقيدات فريدة. فتعداد كتلتها، البالغ 1.24 مرة من كتلة الأرض، يعكس الكثير من الغموض حول تركيبها وتكوينها. بينما يكون نصف قطرها 1.07 مرة من نصف قطر الأرض، مما يضفي عليها بُعداً مميزاً في سلسلة الكواكب التي تتنوع في أحجامها وأشكالها.
تلتقي Kepler-376 b بشمسها الأم، حيث يبلغ شعاعها المداري حوالي 0.057 وحدة فلكية. ويعكس الفترة الدورية لدورانها حول الشمس، والبالغة 0.013415469 سنة، تناغماً دقيقاً في رقصها الكوني. وبالرغم من تفوقها الكوني، تظهر بخجل تام، إذ تتميز بتمركز دائري تام، بدون أي انحراف غامض.
ويضاف إلى هذا الإطار الفلكي المدهش، أنه تم اكتشاف Kepler-376 b باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث يتم رصد الكواكب بيننا وبين نجمها الأم أثناء عبورها أمامه، مما يتيح للعلماء استنتاجات قيمة حول خصائصها وتركيبها.
في النهاية، تظهر Kepler-376 b كلوحة فنية تحمل في طياتها ألوان الكون ورقته الموسيقية الخاصة، تذكيراً لنا بأن الفضاء ليس مجرد مكان فارغ، بل هو ساحة لتناغم الأجرام السماوية وجمالياتها الفريدة.