في الأعماق السحيقة للسماء اللامعة، يظهر لنا الكون ألوانه وأشكاله المتعددة، ومن بين هذه اللآلئ السماوية تبرز كواكب نظامنا الشمسي كنقاط ساطعة في سماء الليل اللامتناهية. ومع كل يوم يمر، يفتح لنا العلم أبواباً جديدة لفهم أعماق هذا الكون الغامض والذي يحمل في طياته أسراراً لم نكن ندركها من قبل. ومن بين هذه الكواكب التي تتلألأ في عرض السماء، نجد Kepler-375 c، التي تعتبر واحدة من تلك الجواهر السماوية التي تتلمع ببريق الغموض والجمال.
Kepler-375 c تندرج ضمن فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث تقع على بعد يبلغ 4041.0 سنة ضوئية من الأرض. تتألق في سماء الليل بدرجة سطوع تبلغ 15.643 درجة، مما يجعلها واحدة من الكواكب التي يمكن رصدها بوضوح من قبل المراصد الفلكية. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح جزءاً لا يتجزأ من كتالوج الكواكب المعروفة.
ما يميز Kepler-375 c هو تكوينها الفريد والمثير، حيث يبلغ مضاعف كتلتها 7.51 مرة بالمقارنة مع كتلة الأرض، مما يجعلها كوكباً ذا كتلة هائلة ومثيرة للاهتمام للعلماء والباحثين في ميدان الفلك. وللإشارة إلى حجمها، يتم قياس نصف قطرها بمعامل يبلغ 0.236 مقارنة بنصف قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
تدور Kepler-375 c حول نجمها الأم بشكل أنيق على مدار بعد يبلغ 0.141 وتستغرق فترة دورانها حوله نحو 0.054757014 يومًا. وعلى الرغم من أن الكواكب الشبيهة بها تعتبر نوعًا شائعًا في الكون، إلا أن تفاصيل Kepler-375 c تضفي عليها سحراً فريداً.
تم الكشف عن هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم قياس الانخفاضات الدقيقة في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يوفر للعلماء فرصة لاستكشاف تكوينات الكواكب البعيدة.
في نهاية المطاف، يظهر Kepler-375 c كنافذة مشرقة نحو أسرار الكون، ويتحفنا بتجربة مثيرة لفهم أعماق الفضاء اللامتناهي وتعقيداته. إن اكتشافات الفلك تمتد باستمرار، وكل كوكب يكشف لنا عن قصة فريدة ومثيرة تضيء عتمة الليل ببريق المعرفة والتفاجؤ.