في سماء اللامتناهية، حيث تتلألأ نجوم الكواكب بألوان مختلفة وتروي قصص الكون، تبرز Kepler-369 c كواحدة من الأجرام السماوية المذهلة. تعتبر هذه الكوكب الضخمة والمثيرة للإعجاب Super Earth، حيث يتسارع الخيال نحو الأبعاد الفلكية التي تميزها.
تتميز Kepler-369 c بموقعها البعيد في السماء، إذ تتوسط المسافة الفاصلة بيننا وبينها 698.0 سنة ضوئية، مما يجعلها عالمًا بعيدًا يطل علينا بنظرة بعيدة في التاريخ الفلكي. رغم بعدها، تتلألأ بشكل جذاب بوهجها النجمي بتألق يبلغ 16.429 درجة من المغناطيسية الفلكية، ما يضفي عليها سحرًا خاصًا في سماء الليل.
تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2014، عندما كانت تقنية العبور (Transit) تحمل في طياتها أسرار هذه الكوكبة السماوية. تحت اسم Kepler-369 c، كان لها الفضل في أن أخبرتنا بقصتها الفلكية المثيرة. ومن خلال دراستها، اكتشفنا أنها Super Earth، أي عالم ذو حجم أكبر بكثير من الأرض، حيث يتضاعف كتلتها 2.57 مرة مقارنة بالكرة الزرقاء.
تحمل Kepler-369 c على كاهلها وزنًا لا يقل إثارة عن جمالها، إذ يشير مضاعف الكتلة إلى أن كتلتها أكبر بأكثر من ضعفين مقارنة بكوكبنا الأم. ولكن ليس هذا فقط، بل يتبين أن قطرها يتجاوز الأرض بنسبة 1.41، مما يجعلها تتألق كنجمة في سماء الفضاء.
تألق Kepler-369 c لا يقتصر فقط على حجمها وكتلتها الفلكية، بل يتجلى أيضًا في مسارها المداري الذي يتميز بالقرب النسبي. إذ تحدد مسافة الدوران حول نجمها المشع بنسبة 0.094 وفترة الدوران البالغة 0.040793974 سنة، ما يجسد رقصة فلكية رائعة في سماء هذا العالم البعيد.
رغم أنها Super Earth، إلا أن Kepler-369 c تظهر بتراكيب مثيرة للاهتمام، حيث تكشف لنا عن عدم وجود تمدد في المدار الخاص بها (Eccentricity 0.0). إن هذا الاستقرار في مدارها يضفي على الكوكب طابعًا من الهدوء والتوازن في رحلتها الفلكية.
وبما أن عيون الباحثين تتجه نحو السماء بحثًا عن أسرار الكون، يظل اكتشاف كواكب مثل Kepler-369 c محط أنظار العلماء والمحبين للفضاء. إنها نافذة إلى عوالم جديدة، تعزز من فهمنا للكون وتذكير لنا بجمال وتعقيد الأكوان المتنوعة.