في أعماق السماء، يبرز كوكبٌ غامض يُعرف باسم Kepler-367 c، يقع على بُعدٍ يبلغ 613.0 سنة ضوئية من الأرض. يُشير السطوع الفلكي لهذا الكوكب إلى قيمة مذهلة تبلغ 13.193 نجميًّا، مما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية الضعيفة والصعبة رصدها.
Kepler-367 c يتبخر عنه الغموض ويكشف عن سمات فريدة، إذ يُصنَّف ككوكب فائق الأرض، حيث يتميز بخصائص جاذبية وحجم يتجاوزان تلك الموجودة على سطح الأرض. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في سنة 2014، ومنذ ذلك الحين، أثار انتباه العلماء والمهتمين بأسرار الكون.
إن الكتلة المدهشة لـ Kepler-367 c تتجاوز كتلة الأرض بمعامل يصل إلى 1.87، مما يعني أنه يحمل كتلة أكبر تقريبًا بنسبة 87% مقارنة بوزن كوكبنا الأزرق. هذا يخلق تحديات وظروفاً فريدة تجعل من هذا الكوكب وجهة استكشاف مثيرة للباحثين والعلماء.
وبجانب الكتلة الفائقة، يبرز Kepler-367 c بشكلٍ لافت بفضل قطره الذي يتجاوز قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.2. هذا يعني أنه يمتلك حجمًا أكبر بنسبة 20% تقريبًا من حجم كوكبنا الأزرق، مما يخلق تفاعلات فريدة في طبيعته الجيولوجية والجوية.
تتوارج Kepler-367 c في مدارها الشمسي على بُعدٍ يبلغ 0.253 وحدة فلكية، ما يعني أنها تقضي أوقاتها في الفضاء الخارجي بشكل متقارب جدًا من نجمها الأم، الشمس. يستغرق الكوكب فقط 0.1467488 سنة لاكتمال دورته الفلكية، ما يشير إلى أن لديه نظاماً شمسياً يعدل بشكل متسارع.
رغم أن تماثل المدار للدورة المستديرة يشير إلى عدم وجود انحراف كبير عن الدائرة، يبقى Kepler-367 c عالمًا محيطًا بالألغاز والأسرار. الطريقة التي تم اكتشافها بها هي ظاهرة العبور أو الترانزيت، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، مما يخلق تغييرًا طفيفًا ومؤقتًا في السطوع يمكن رصده من قبل الراصدين الأرضيين.
وفي نهاية المطاف، يظل الكوكب Kepler-367 c هو نقطة مثيرة في محيط الكون، يستمر في إلهام البشر بالتساؤلات والاكتشافات المستمرة حول أسرار الفضاء اللامتناهي.