في العمق السحيق للكون، حيث تتلألأ النجوم بأنوارها الساحرة، نكتشف إحدى ألغاز الكون المذهلة وهي الكوكب Kepler-362 c. يندرج هذا الكوكب البعيد ضمن فئة الكواكب الضخمة والمثيرة للدهشة، حيث يتميز بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في مجال الفضاء.
يتمتع Kepler-362 c بموقعه البعيد عنا، إذ يبلغ المسافة بيننا وبين هذا الكوكب البعيد حوالي 3557.0 سنة ضوئية. إن هذا البُعد الهائل يضفي على الكوكب طابع الغموض والبُعد الذي يثير فضول الإنسان ويشد انتباهه نحو الأفق اللامتناهي للفضاء.
تألق Kepler-362 c في سماءه المظلمة يأتي من نجمه الأم، الذي يتسم بسطوع يبلغ 14.608 درجة من المغناطيسية الظاهرة. هذا النجم الساطع يسلط الضوء على الكوكب، مما يجعله يتألق كنقطة لامعة في سماءه البعيدة.
لا يقتصر سحر Kepler-362 c على بُعده الكوني وسُطوع نجمه الأم، بل يتعداه إلى بُنيته الفيزيائية. إنه يعتبر من فئة الكواكب العملاقة الفائقة الأرضية، حيث يتسم بكتلة مذهلة تعادل 2.7 مرة كتلة الأرض. هذا التفوق الكتلي يضفي على Kepler-362 c وزنًا هائلًا يجعله يتمتع بجاذبية قوية وتأثيراً ملحوظاً على بيئته الفضائية.
تتجلى روعة Kepler-362 c أيضا في أبعاده، إذ يبلغ نصف قطره 1.45 مرة نصف قطر الأرض. يظهر هذا الاختلاف الكبير في الأحجام بشكل واضح عند النظر إلى هذا الكوكب الفريد، حيث تظهر روعة تصميم الطبيعة في تشكيل هيكله الجغرافي.
تدور Kepler-362 c حول نجمه الأم في مدار يبلغ نصف قطره 0.207 وحدة فلكية، مكملاً دورته في زمن قدره 0.10376455 يوم. يُلاحظ أن هذا الكوكب يتميز بانخراطه القوي مع محيطه الشمسي، حيث يتسارع في مساره بطريقة متقنة ومحسوبة.
رغم بُعد Kepler-362 c، نجح العلماء في اكتشافه في عام 2014، وذلك باستخدام طريقة الكشف عن العبور الشمسي أثناء مراقبة الترانزيت. هذا الاكتشاف يعد إضافة هامة إلى سجل البحث الفلكي، حيث تفتح أمامنا أبواب الاستكشاف لفهم أعماق الفضاء وغموضه.
ما يضفي على Kepler-362 c جاذبيته الفريدة هو حقيقة أنه يمتلك كتلة تُقاس بضع مرات من كتلة الأرض وأبعادًا مذهلة، مما يضعه في فئة الكواكب الفائقة الأرضية، ويجعله نجمًا يلمع في سماء الفضاء، يروي قصة لا تضاهى عن تعقيدات وتكوينات الكون.