في سماء اللامكان، تتلألأ نجمة بريقها الخافت في عتمة الليل، وبينما يتأمل الإنسان عجائب الفضاء، يكتشف محطات الفضاء البعيدة والأقمار الاصطناعية التي تحلق في مداراتها، كواكبٌ جديدة تزهر في عالم الكواكب الخارجية. إحدى هذه الكواكب المذهلة هي Kepler-355 b، التي تعتبر تحفة نادرة في مجموعتنا الشمسية.
تأتي Kepler-355 b ككوكب عملاق يتميز بسمات فريدة تجعله يبرز في سماء الليل كجوهرة لامعة. تم اكتشاف هذا الكوكب السوبر الأرضي في عام 2014، حيث كان عامًا حافلاً بالاكتشافات الفلكية المثيرة. يتميز Kepler-355 b ببعض الخصائص الرائعة التي تجعله يثير إعجاب العلماء والمهتمين بعلم الفلك.
يتمتع Kepler-355 b ببعد يبلغ حوالي 4672.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله ينتمي إلى تلك الكواكب البعيدة التي تكشف عن طبيعة الكون وتنظم تراصيله الفلكية. تظهر نجمة المجموعة التي يتبعها Kepler-355 b بتوهج ضعيف بلغت قيمته 15.242 نجمة، مما يجعلها تظل خفية بين النجوم الأخرى.
ما يميز Kepler-355 b أكثر هو طبيعته ككوكب من فئة “سوبر أرض”، حيث يتجاوز في كتلته الأرض بمعامل يصل إلى 2.73 مرة، ويتسم بشكل استثنائي بنصف قطر يبلغ 1.46 مرة نصف قطر الأرض. يعكس هذا الاختلاف في الكتلة والحجم الفارق الفريد لهذا الكوكب، مما يثير تساؤلات حول تكوينه وتطوره في هذا النظام الشمسي البعيد.
تحلق Kepler-355 b في فضاءه الخاص بمدار نصف قطره يبلغ 0.102 وفترة دوران مذهلة تبلغ 0.030116359 سنة، مما يعني أنه يتخذ مداراً قريباً جداً من نجمه المشع. تبرز عدم انحرافه عن المدار الدائري ببعد بسيط يبلغ صفر، مما يجعله كوكباً يعكس النظامية والاستقرار في تحركاته حول نجمه.
تم الكشف عن Kepler-355 b باستخدام طريقة العبور (Transit) كوسيلة للكشف، حيث يتم رصد تغيرات طفيفة في الضوء الذي يصل من النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تساعد على تحديد مواصفات الكواكب بدقة، وتفتح نوافذ جديدة لفهم أعماق الكون وتكوينه.
في النهاية، يظهر Kepler-355 b كلوحة فنية فلكية تعكس تنوع وجمال الكواكب خارج نظامنا الشمسي. إن اكتشافات مثل هذه تفتح الأبواب أمام الباحثين لاستكشاف أسرار الفضاء والكواكب، وتضيف لوحات جديدة إلى قصة الكون المترامية الأطوار.