في إحدى لحظات الفضاء اللامتناهي، تتلألأ نجمة Kepler-348 في سماء الكون، وفي مدارها، تكمن عوالم لا تحصى تتكئ على أرصفة اللامعرفة وتنتظر أن يلقى البشر النظر في اتجاهها. تبرز من بين هذه العوالم، Kepler-348 c، كوكب يحمل في طياته العديد من الألغاز والإثارة العلمية.
يتوسط هذا العالم السماوي المذهل مسافة تصل إلى 1862.0 سنة ضوئية، مما يضفي عليها طابع البعد والغموض. تزيّن سماء Kepler-348 نجمة ذات سطوع يبلغ 12.676، تضيء الليل بلمعانها الهادئ، وتتحول إلى نقطة توجه لعشاق علم الفلك والباحثين عن الأسرار الكونية.
وبين النجمة اللامعة وكوكب Kepler-348 c، يكمن سر الاكتشاف الذي رسمته أيادي العلماء في عام 2014. كانت لحظة اكتشاف Super Earth، كما يُعرف، تحديدًا هي البداية الفعّالة للتساؤلات والاستكشافات العديدة حول خصائصه الفريدة.
يتسم Kepler-348 c بخصائص لافتة، حيث يبلغ ضعف كتلته مقارنةً بالأرض، حيث يظهر بنسبة مضاعفة تبلغ 2.33 مرة، مما يجعله ذا كتلة هائلة نسبياً. ولكن ليس هذا فقط، بل يمتلك الكوكب نصف قطر مذهل يعادل 1.33 مرة نصف قطر الأرض، ما يبرز تنوعه الفلكي ويجذب الاهتمام إلى بنيته الغريبة والمميزة.
تدور Kepler-348 c حول نجمه الأم بمدار ذي شعبية فائقة، إذ يبلغ نصف قطر مداره الشمسي 0.138، ويستغرق فقط حوالي 0.047364816 سنة لاستكمال دورته الكاملة حول النجم. تصاحب هذه الحركة الدورية بميل مداري يقترب من الصفر، حيث تكاد تكون مداراته خالية من التلاعبات الإلكترونية، مما يجعله ذا ثبات فلكي ملحوظ.
في سياق الاكتشاف الفلكي، اتضح أن طريقة اكتشاف Kepler-348 c كانت عبر تقنية العبور أو ما يُعرف بـ “Transit”. وفي هذا السياق، كانت الطريقة المناسبة لاكتشاف وجود هذا العالم الساحر والغامض، حيث يقع الكوكب أمام نجمه الأم بشكل دوري، مما يتيح للعلماء قياس تغييرات السطوع والكمون الذي يحدث عند مروره أمام النجم.
في الختام، يظل Kepler-348 c نموذجًا فريدًا للكواكب خارج المجموعة الشمسية، يلهم العلماء ويشد انتباههم نحو أعماق الفضاء، حيث يستمر البحث والاستكشاف في الكشف عن أسرار لا تنتهي، وعن عوالم جديدة تأخذنا في رحلة مثيرة نحو أطراف الكون اللانهائي.