في سماء الكون اللامتناهي، حيث يتقاطع الضوء والظلام، نجد أنفسنا أمام إحدى اللآلئ الفلكية المتلألئة ببريقها الفريد، وهي الكوكب Kepler-348 b. هذا العالم السماوي البديع يتربع في مجموعته النجمية بتواجده على بعد 1862.0 سنة ضوئية منا، ويظهر بوضوح بفضل سطوعه النجمي البالغ 12.676 درجة.
Kepler-348 b ليس كأي كوكب آخر، بل هو من فئة الأرض العظيمة، حيث يعتبر “Super Earth” بفضل خصائصه الفريدة. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح جسمًا سماويًا يحمل في طياته العديد من الألغاز والإثارة الفلكية.
عندما نلقي نظرة على الوزن الكبير لـ Kepler-348 b، نجد أن كتلته تضاعف 2.92 مرة من كتلة الأرض. هذا يجعله كوكبًا ذا جاذبية قوية ويختلف بشكل ملحوظ عن عوالمنا المألوفة. لكن الجاذبية الفائقة تمنحه أيضًا بيئة فريدة لتكون مسرحًا لظواهر طبيعية لا تُصدق.
أما فيما يتعلق بحجمه، فيظهر Kepler-348 b بقطر يضاهي 1.52 مرة قطر الأرض. هذا الحجم الضخم يمنحه شخصية فلكية استثنائية، حيث يمكن للمراقبين على الأرض الرصد بإعجاب الخصائص الجغرافية والتضاريس الفريدة لهذا الكوكب العملاق.
يتحرك Kepler-348 b في مداره بسرعة وفعالية عجيبة، إذ يبلغ شعاع المدار 0.076 وفترة الدوران حول نجمه 0.01943874 سنة. يظهر هذا الكوكب الضخم تمامًا في تناغم فلكي يثير الدهشة، حيث يندرج ضمن عائلة الكواكب ذات المدارات القريبة.
رغم غموضه وتفرده، إلا أن Kepler-348 b تم اكتشافه باستخدام أسلوب الكشف عن المرور (Transit)، حيث يتم رصد التغيرات في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يساعد في فهم الطبيعة والخصائص الفيزيائية للكواكب البعيدة.
في النهاية، يظهر Kepler-348 b كنقطة ساطعة في سماء الفضاء، يحمل في طياته ألغازًا لا تنتهي وجمالًا فلكيًا يثير الدهشة. إنه عالم لامتناهي يشد الأنظار ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشافات المستقبل في علم الفلك وعلم الفضاء.