في أعماق السماء وفي تجاويف الفضاء اللانهائي، تبرز نجوم وكواكب تروي قصصاً فلكية مدهشة. ومن بين هذا الكون الواسع يظهر كوكب Kepler-325 c بكل مجده وروعته، حيث يكمن في بعد يبلغ حوالي 2685.0 سنة ضوئية عنا، ما يجعله جزءًا لا يتجزأ من النظام الشمسي الذي نتأمله بتأملاتنا الليلية.
يتألق Kepler-325 c ببريق فلكي يُقدر بحوالي 15.175 درجة من اللمعان النجمي، ما يمنحه وهجًا فريدًا في عتمة السماء. يتسم هذا الكوكب بنمط يشبه كوكب نبتون، إذ يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، ما يعني أنه يحمل صفات تشبه تلك التي تميز كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف Kepler-325 c في عام 2014، عندما ألقى المحققون في أعماق الفضاء نظرة حول النجوم، واكتشفوا هذا العالم الساحر الذي يدور حول نجمه برتبة خاصة. يتميز الكوكب بكتلة تُقدر بحوالي 6.99 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة بالمقارنة مع منزلنا الأرض. وعندما نتحدث عن قياسات الأحجام، يظهر Kepler-325 c بنصف قطر يعادل 0.227 مرة قطر كوكب المشتري، مما يبرز حجمه الضخم والمثير للإعجاب.
تكمن روعة مداره في المسافة التي يسافرها حول نجمه الأم، حيث يكمن على بعد يُقدر بحوالي 0.105 وحدة فلكية. ومع مرور الزمن على Kepler-325 c، يستغرق الكوكب حوالي 0.03504449 سنة لاستكمال دورته الكاملة حول نجمه، ما يجسد تناغماً سماوياً يدهش المراقب.
يتميز هذا الكوكب بخصائص تدفعنا للاعتقاد بأنه يتبنى مدارًا دائريًا تمامًا، حيث يظهر أن الشذوذ المداري (الانحراف عن المدار المستدير) يقترب من الصفر، وهو ما يُظهر استقراراً فلكياً يجعله عالماً فريداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وكما جرت العادة في رصد ودراسة الكواكب البعيدة، تم اكتشاف Kepler-325 c باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يتم رصد التغيرات في سطوع النجم المضيء عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية الراقية تفتح نافذة فعّالة على الكواكب البعيدة، مساعدةً علماء الفلك في فهم أسرار الفضاء وتحديد خصائص هذه العوالم الغامضة.
إن Kepler-325 c، بكل تألقه وسحره، يمثل نموذجاً رائعاً لاستكشافاتنا الفلكية، حيث يجسد جزءاً من اللغز الفلكي الذي نسعى جميعاً لحله، ويعزز فهمنا لعجائب وتنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي.