في العمق السحيق للفضاء، وعلى بُعد يبلغ 1254.0 سنة ضوئية من الأرض، تتوسط الكواكب السماوية الفائقة، ومن بين هذه العجائب الكونية، تبرز كوكب Kepler-321 b بسحره الفريد والغامض. إنه عالم آخر يحمل في جعبته العديد من الألغاز والخصائص الفريدة التي تثير فضول علماء الفلك.
تم اكتشاف Kepler-321 b في سماء الفضاء في عام 2014، حيث كان ينبض بنور يصل تألقه إلى 12.918 درجة مغناطيسية، يُضفي عليه رونقًا لامعًا في سماء الليل الخالية من الحدود. يعتبر هذا الكوكب ضمن فئة “الأرض الفائقة”، حيث يتميز بخصائص فلكية تجعله يبرز بفارق كبير عن كواكبنا المألوفة.
ما يجعل Kepler-321 b فريدًا هو معامل كتلته، الذي يبلغ 3.78 مضاعفًا لكتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا يتمتع بكثافة استثنائية. وبجانب ذلك، يتمتع بنصف قطر يبلغ 1.77 مضاعفًا لنصف قطر الأرض، مما يضفي عليه هيكلًا فلكيًا فريدًا من نوعه.
يتسم المدار الذي يسارع فيه Kepler-321 b بالقرب الفائق، إذ يبلغ شعاعه المداري 0.057 وفترة دورانه حول نجمه الأم تصل إلى 0.013415469 سنة، مما يجعله يعبر مجالات الفضاء بسرعة مذهلة. تتفرد هذه الكوكب الفائق بعدم انحراف مداره، إذ يظهر معامل الانحراف أو الشذوذ البسيط بقيمة صفر، مما يجعله ينضم إلى الفئة النادرة من الكواكب التي تتسم بحركة دائرية خالصة حول نجمها.
تم استخدام أسلوب اكتشاف العبور أو “Transit” للكشف عن وجود Kepler-321 b، حيث قام العلماء برصد التغييرات في السطوع الناتجة عن عبور الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الأسلوب الدقيق يسمح بتحليل الخصائص الفيزيائية للكوكب بدقة، ويمنحنا نافذة فريدة لفهم هذا العالم الغامض.
إن Kepler-321 b يمثل نافذة جديدة إلى أسرار الكون، وبياناته الفلكية تعزز فهمنا للتنوع البديع في تكوين الكواكب وخصائصها. إنها رحلة استكشافية ملهمة ترتقي إلى أعلى المستويات العلمية، وتجعلنا نتساءل بدهشة عن ماضي وحاضر ومستقبل هذا الكوكب الفائق في عرض الفضاء اللانهائي.