في عام 2014، كشفت العلماء عن كوكب جديد يحمل اسم “Kepler-316 b”، والذي يتمتع بخصائص فلكية استثنائية تجعله محط اهتمام الباحثين في علم الفلك والكواكب الخارجية. يقع هذا الكوكب على بعد تقديري يبلغ حوالي 1256.0 سنة ضوئية عنا، وتم اكتشافه باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، الذي يعتمد على مراقبة تغييرات في كمية الضوء المستقبلة من النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه.
Kepler-316 b يعتبر من فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earth”. يتميز هذا الكوكب بكتلة تقدر بمضاعف 1.2 مرة من كتلة الأرض، وهذا يعكس قوة الجاذبية الكبيرة التي تسيطر عليه. ولكن لا تقتصر الإثارة على هذا الجانب فحسب، بل يظهر Kepler-316 b بشكل استثنائي أيضًا في النواحي الهندسية والفلكية.
على سبيل المثال، يتمتع الكوكب بشعاع يقدر بمضاعف 1.06 من شعاع الأرض، مما يعزز فهمنا لتنوع الهياكل الكوكبية وتأثيراتها على الظروف البيئية. وعندما نلقي نظرة على المسافة الفاصلة بين Kepler-316 b ونجمه الأم، نجد أنه يدور حول نجمه بنصف قطر مداري يبلغ حوالي 0.027 وحدة فلكية. كما يستغرق الكوكب فقط حوالي 0.006023272 يومًا لاكتمال دورته الدورية حول النجم.
من المثير للدهشة أيضًا أن الكوكب لا يظهر أي تشوه في مداره، حيث يتميز ببعد استوائي يبلغ صفر، وهذا يعني أن مداره دائري تمامًا. إن هذا الاكتشاف يعزز فهمنا للظواهر الكونية ويسهم في توسيع آفاقنا حول الكواكب الخارجية.
وما يضفي جاذبية خاصة على Kepler-316 b هو اكتشافه بواسطة الطريقة الفعّالة والدقيقة للكشف عن العبور، حيث تعكس هذه الطريقة التقنيات المتقدمة والتطورات في تكنولوجيا الرصد الفلكي. وبالتالي، يمثل هذا الكوكب إضافة قيمة لمجال الفلك ويفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات المثيرة والتحليلات المتقدمة للكواكب خارج نظامنا الشمسي.