في سماء اللامحدودة تتناغم الكواكب وتنسجم مع النجوم لتكوِّن عروضًا فلكية تبهر العقول، ومن بين هذه الرقصة السماوية يبرز كوكبٌ بريقه الخاص، يُدعى Kepler-311 c، كجوهرة في تاج الفلك. يقع هذا الكوكب على بُعد ثلاثة وخمسين سنة ضوئية منا، مشعًا ببريق يصل إلى 13.902 قدر ظاهري، يضاف إلى سماء الليل لينثر عبق الغموض والإثارة.
Kepler-311 c يعتبر من فئة الكواكب العملاقة الفائقة الأرضية، أو ما يُعرف بـ “Super Earth”، حيث يتميز بخصائص ذات طبيعة مذهلة تجعله محط اهتمام العلماء والفلكيين حول العالم. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سماء الفضاء اللامتناهي في عام 2014، وكانت طريقة الكشف عنه تعتمد على ظاهرة العبور أو ما يُعرف بالـ “Transit”، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يُسجل تغييرًا طفيفًا في السطوع يمكن اكتشافه من قبل المراصد الفلكية.
تتميز Kepler-311 c بخصائصه الفريدة، فوزنه يعادل 2.63 مرة وزن الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ملفتة للانتباه وغامضة في آن واحد. يتجلى هذا الاختلاف في الشدة الجاذبية على سطحه، حيث يختبر الكائنات الحية – إن وجدت – جاذبيته الفريدة.
وبجوار تلك الكتلة الرائعة، يتألق Kepler-311 c بشكله الكروي الجميل، إذ يُقدر قطره بمضاعف 1.43 مرة من قطر الأرض، مما يمنحه ملمسًا فلكيًا خاصًا ويجسد جمالاً فلكياً يستحق الاكتشاف.
لا تنسى الرحيل حول نجمه الأم بشكلٍ متناغم، إذ يقطن في مدار يُقدر بحوالي 0.145 وحدة فلكية، يكمل فيه دورته حول نجمه بفترة تبلغ 0.053935662 يومًا، مظهراً بالتزامن الكامل مع النجم الذي يدور حوله.
وكأنه لوحة فنية في عالم الفضاء، لا يتميز Kepler-311 c بالتفاصيل الفيزيائية وحسب، بل يظهر الكوكب بأنه مُتَّزن ومستقر، إذ يتسم بصفة الترابط في مداره حيث يبتعد بعيدًا عن التغييرات المفاجئة في مساره، مع قلة بسيطة في التمدد المداري.
في ختام هذه الرحلة الفلكية المثيرة، يظهر Kepler-311 c كجوهرة تتلألأ في عرض الفضاء، تعبيرًا عن تناغم لا نهائي بين الكواكب ونجومها. إنه عالم مثير للدهشة يكشف لنا أسرار الكون ويسطع بجمال لا يعد ولا يحصى، داعيًا إيانا للاستمتاع بسحر هذا الفضاء اللامحدود واستكشاف أسراره المذهلة.