في السماء البعيدة تتلألأ كواكب لامعة، ومن بين هذه الأجرام السماوية تبرز كوكب Kepler-308 b بألوانه الفاتحة وأسراره الفلكية الغامضة. يتميز هذا الكوكب البعيد بموقعه البعيد في الفضاء، إذ يتأرجح في مدار يقع على بُعد يناهز 4358.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يجعله جزءًا من نظام فلكي مليء بالغرائب والعجائب.
تتلألأ Kepler-308 b في سماءه بسطوع يصل إلى 16.019 درجة نجمية، مما يعزز سحرها ويشد انتباه المراقبين السماويين الباحثين عن أسرار الكواكب وألغاز الكون. يأخذ هذا العالم البعيد مكانة تاريخية في عالم الفلك، إذ تم اكتشافه في عام 2014 باستخدام أساليب الكشف عن الكواكب العابرة أمام نجمها الأم، وهو اكتشاف يضيف لنا جزءاً جديداً في ملحمة الكواكب البعيدة.
ما يميز Kepler-308 b بشكل خاص هو تشابهه مع كواكب المشتري ونبتون في نظامنا الشمسي، إذ يُصنف على أنه من نوع “نبتوني المشابه”. يظهر هذا الكوكب ككوكب عملاق غازي، حيث يبلغ مضاعف كتلته 5.14 مرة مضاعف كتلة الأرض، ويُقاس قطره بمضاعف 2.12 مرة من قطر كوكبنا الأزرق.
يتجلى التنوع الفلكي في Kepler-308 b أكثر فأكثر، إذ يدور في مداره حول نجمه الأم على بُعد يبلغ 0.09 وحدة فلكية، ويستغرق لتكامل دورته الشمسية فقط 0.026557151 سنة. تتميز مدارية هذا الكوكب بعدم انحرافه عن المدار المستقيم، إذ يتمسك بالدوران حول نجمه بثبات.
لا تزال وسائل الكشف الفلكية تلعب دوراً حيوياً في فهمنا للكواكب البعيدة، وفي حالة Kepler-308 b تم اكتشافها باستخدام أسلوب الكشف عبر عبور الكوكب أمام ضوء نجمه. هذا الأسلوب الدقيق يفتح نافذة على عوالم بعيدة ويساهم في رصد وتصنيف الكواكب الجديدة في أنحاء الكون.
باختصار، يشكل Kepler-308 b إضافة قيمة إلى سجل الكواكب البعيدة، حيث يجسد تنوع الأجرام السماوية وغموض الفضاء اللانهائي. إن فهم خصائص هذا الكوكب يسهم في توسيع آفاقنا حول الكواكب النيبتونية المشابهة، ويثير الفضول حول العوالم البعيدة والأسرار التي قد تكون تحتفظ بها.