عند النظر إلى الكون الواسع، يظهر لنا عالم مليء بالغموض والإثارة، حيث يتوسع الفضاء اللامتناهي ليكشف عن أسرار وتحديات تفوق تصوراتنا البشرية. ومن بين الكواكب البعيدة التي تدور في أغوار السماء، نجد كوكبًا سمي باسم Kepler-307 c، الذي يقع على بُعد يبلغ حوالي 1878.0 سنة ضوئية عنا.
هذا الكوكب يتلألأ في السماء بتوهج فائق الجمال، حيث يبلغ مقدار سطوعه النجمي حوالي 14.149 درجة. يتميز Kepler-307 c بتصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني”، مشابهًا إلى حد كبير لكوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في عام 2013، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العلماء والباحثين الفضائيين، حيث يحمل معه الكثير من الألغاز والأسرار التي تنتظر أن تكشف.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لهذا العالم البعيد، يتسم Kepler-307 c بكتلة تعادل 3.64 مرة كتلة الأرض، مما يجعله أكثر ثقلاً بكثير من الكوكب الذي نعيش عليه. وعند النظر إلى قطره، نجد أنه يزيد عن قطر الأرض بمعامل يبلغ 2.2 مرة، ما يجعله كوكبًا ضخمًا يعكس تنوعاً ملفتاً في الكواكب التي تنتشر في هذا الكون العجيب.
يتحرك Kepler-307 c في مدار حول نجمه الأم بشكل مثير للاهتمام، إذ يبلغ شعاع مداره حوالي 0.1068 وفترة دورانه حوالي 0.035865847 يومًا، ما يشير إلى سرعة رهيبة في حركته حول مصدر الإضاءة الخاص به. ورغم أنه يمتلك حركة دورانية غير بارزة، إلا أنه يظهر بأمانة ككوكب ذي حركة انتقالية، حيث تم اكتشافه باستخدام الطريقة الفلكية للانتقال.
وفي سياق الاكتشاف الفضائي، يعد العثور على Kepler-307 c نقطة فارقة تستحق التفكير والدراسة العميقة. إن فهم خصائص هذا الكوكب وطبيعته الفيزيائية يسهم في توسيع مداركنا حول تنوع الأعوال السماوية وقدرتنا على استكشاف الفضاء البعيد. إن Kepler-307 c يمثل تحفة فلكية تعزز فهمنا لعظمة الكون وتفاعلاته المعقدة، ورغم بعده الشاسع، يظل هذا العالم البعيد يلهمنا للمزيد من المغامرات والاكتشافات في عوالم لا تعرف حدودًا.