في الأعماق السحيقة للسماء، تتلألأ نجمة تُدعى Kepler-302 بسطوع يبلغ 15.694 مقداره، وهي السفيرة التي تحمل في طياتها أسرار الكون والفضاء. تم اكتشاف كوكب يطلق عليه اسم Kepler-302 b في عام 2014، وهو ينتمي إلى عائلة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون. يندرج هذا العالم الغامض ضمن تصنيف يعكس تشابهه البارز مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
تتميز Kepler-302 b بخصائص فريدة تجعلها جوهرة ثمينة في مرصد الكواكب البعيدة. يتجلى هذا في كتلتها البالغة 15.5 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يعكس وجود كثافة فائقة تضفي عليها طابعًا فريدًا. يعتبر نصف قطرها، الذي يبلغ 0.362 نسبة إلى نصف قطر المشتري، مؤشرًا على حجمها الملفت. يدور Kepler-302 b حول نجمه الأم بشكل أنيق على مدار بعيد يقدر بنسبة 0.193 من المسافة التي تفصل بين الأرض والشمس.
لا يقتصر التمييز على الأبعاد الفيزيائية فحسب، بل يتعداها إلى مجال الزمن والحركة. يتطلب للكوكب السفر حوالي 0.082683094 سنة لاستكمال دورته حول نجمه، مما يضفي عليه طابعًا من الإثارة والسحر. ورغم أن التواجد على مدار قريب ليس بالأمر النادر في عالم الكواكب، يبرز Kepler-302 b بفضل خصائصه المميزة والغامضة.
تعتمد طريقة الكشف عن هذا الكوكب البعيد على ظاهرة العبور (Transit)، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يتسبب في انخفاض طفيف في سطوع النجم. وهذا التقنية الدقيقة تسمح للعلماء باكتشاف الكواكب البعيدة ودراستها بدقة فائقة.
في نهاية المطاف، يظهر Kepler-302 b كعالم فريد في فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي. تجمع مكوناته الفريدة بين الجاذبية الفائقة والأبعاد الكبيرة، مما يجعلها نقطة تأمل لا تُضاهى في سماء الليل، حيث يتساءل الباحثون والمفكرون عن أسرارها وأصولها، مما يثير الفضول والتساؤلات حول أغوار هذا الكوكب الغامض.