في أعماق السماء وعلى بُعد يُقاس بالسنوات الضوئية، تتلألأ كواكب الفضاء كنجوم منثورة في سماء اللانهاية، ومن بين هذه العوالم السماوية المذهلة، نجد كوكبًا يدعى Kepler-299 e، الذي ينتمي إلى تصنيف الكواكب الضخمة المعروفة بـ “سوبر إيرث”. إن هذا العالم السماوي الملحمي يُعَدُّ واحدًا من الاكتشافات البارزة في ميدان علم الفلك، وقد أُعلِنَ عنه رسمياً في عام 2014.
يتسم Kepler-299 e بخصائص فريدة تجعله يبرز في سماء الكواكب. إذ يتمتع ببُعد يبلغ حوالي 3432.0 سنة ضوئية عن الأرض، وهو معلم يلفت الانتباه إلى المسافات الهائلة التي يمكن للكواكب أن تكون على بُعد آمن منا. تظهر لنا حجمه الكبير بوضوح من خلال مقياس اللمعان النجمي، حيث يُقدَر معدل لمعانه بـ 15.232 درجة نجمية، مما يعكس قوة جاذبيته الكبيرة وتأثيره على المنطقة المحيطة به.
عندما نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لـ Kepler-299 e، نجد أنه يتمتع بكتلة تعادل 4.16 مرة كتلة الأرض، مما يضفي عليه وزنًا فلكيًا يعكس قوته الجاذبية. وبالمقارنة مع قطر الأرض، يُلاحَظ أن قطر Kepler-299 e يتجاوزه بنسبة تصل إلى 1.87 مرة، مما يظهر لنا أبعاده الهائلة وهيبته الفلكية.
لا تكمن روعة Kepler-299 e فقط في أبعاده الفلكية، بل تمتد إلى مداره الذي يتميز بنصف قطر يبلغ حوالي 0.22 وفترة دوران تعادل 0.10485968 سنة زمنية. يظهر لنا هذا المدار الضخم أهمية مكانه وتأثيره في ترتيب الكواكب في هذا النظام الشمسي البعيد.
رغم أنه لا يظهر به خصائص الانحراف عن المدار المستقيم، إذ يبلغ تماماً 0.0، إلا أن الطريقة التي تم اكتشاف Kepler-299 e بها تعكس مدى التقدم الذي أحرزته التكنولوجيا الفلكية. تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور أو “الترانزيت”، حيث يُلاحَظ تغيّر في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود كوكب يمر بيننا وبين النجم.
في الختام، يتجلى Kepler-299 e ككوكب ملهم يفتح أمامنا نافذة على غموض الفضاء وعظمته. إن اكتشافات مثله تسلط الضوء على تعقيدات الكواكب الخارجية وتدفعنا نحو فهم أعمق للكون اللامتناهي الذي ننتمي إليه.