في السماء البعيدة تتألق نجمة صغيرة تُدعى Kepler-28، وفي هذا النظام النجمي البعيد تكمن أسرار وتفاصيل عن عالم فلكي مثير يدعى Kepler-28 b. إنها كوكب غامض يقع على بُعد مذهل يبلغ 1430.0 سنة ضوئية منا، وهو يتسم بسطوع فلكي يصل إلى 15.13 درجة من الشدة المغناطيسية للنجم الأم.
Kepler-28 b ليس كوكبًا عاديًا، بل يتشابه في خصائصه إلى حد كبير مع كواكب المشتري في نظامنا الشمسي. إنه عالم من نوع “نبتوني”، يشبه كوكب نبتون في مظهره وخصائصه. تم اكتشافه في سنة 2011، حين كانت تلك اللحظة الفارقة عندما اجتاحت مرور الكوكب أمام نجمه الأم وسطع ضوءه بشكل طفيف، وهو ما يعرف بطريقة الاكتشاف عبر العبور.
وكأنه يخفي لنا أسرارًا أخرى، يتمتع Kepler-28 b بمضاعف كتلة يبلغ 1.51 مرة كتلة المشتري، أحد أكبر الكواكب في النظام الشمسي. وعندما ننظر إلى حجمه، نجد أن قطره أقل بكثير من قطر المشتري، حيث يبلغ مضاعف القطر 0.321 مرة قطر المشتري.
لكن الجمال الحقيقي يكمن في مداره المدور حول نجمه الأم، إذ يقطع Kepler-28 b مسافة تبلغ 0.062 وحدة فلكية فقط، ويحتاج إلى 0.01615332 سنة لاكتمال دورته حول النجم. وبالرغم من كل تلك القيم والأرقام، يظل الكوكب مستقرًا في مداره دون أي انحراف يُذكر، حيث تظهر قلة الانحراف بقيمة الشذوذ المداري التي تساوي 0.0.
تقنية الاكتشاف هنا ليست أقل إثارة، إذ تم استخدام أسلوب العبور أو العبور المروري لرصد الكوكب. حيث عندما يعبر الكوكب أمام وجه النجم، يحدث هبوط طفيف في سطوع النجم، وهو ما يُلاحظ بدقة عن طريق تقنية العبور.
إن Kepler-28 b يضيء في سماء عالمه الخاص، حاملاً معه ألغاز الكواكب البعيدة وتفاصيل الفضاء البعيد، ويذكرنا دائمًا بأن الكون المليء بالمفاجآت والغموض لا يزال يحمل لنا الكثير لنكتشفه ونفهمه.