في العالم الفسيح للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، نتنقل إلى الكوكب المثير للدهشة Kepler-273 b، الذي يعد واحدًا من الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earths”، والتي تمثل تصنيفًا خاصًا بين الكواكب الصخرية والعملاقة الغازية. يُعتبر Kepler-273 b تحفة فلكية تستحق الاهتمام بفضل خصائصه المميزة التي تجعله يبرز بين باقي الكواكب.
يتواجد Kepler-273 b على بعد تقريبي يبلغ 2329.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعله ينتمي إلى الأنظمة النجمية البعيدة ويعزز فهمنا لتوزيع الكواكب في الكون. يتميز هذا الكوكب بقياسات فلكية تجعله يبرز في سماء الفضاء، حيث تصل سطوع نجمه إلى 15.1 درجة من القدر الظاهري، مما يعني أنه يمكن رؤيته بواسطة المراصد الفلكية الخاصة بنا.
اكتشفت Kepler-273 b في عام 2014، وهو العام الذي أضاءت فيه التكنولوجيا الحديثة على أسرار السماء. هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة في فهمنا لتكوين الكواكب وتوزيعها في المجرة. وما يلفت الانتباه أكثر هو طريقة اكتشافه، حيث تم استخدام أسلوب العبور (Transit)، وهو الطريق الذي يعتمد على رصد تغييرات في سطوع النجم الأمامي عندما يمر الكوكب أمامه.
تتميز السمات الفيزيائية لـ Kepler-273 b بتنوعها وتفردها. يبلغ مضاعف كتلته 2.86 مرة بالنسبة للأرض، مما يمنحه وزنًا استثنائيًا يلفت الانتباه إلى هيكله الداخلي وتركيبه الكيميائي. وبالمثل، يتميز بمضاعف نصف قطر يعادل 1.5 مرة قطر الأرض، ما يعكس حجمًا أكبر وهيكلًا جيولوجيًا يثير الفضول.
تدور Kepler-273 b حول نجمه الأم بشكل دائم على مدار بعيد نسبيًا، حيث يبلغ شعاع المدار 0.037 وفترة الدوران المداري 0.007939767 سنة. يلاحظ أن الكوكب لا يظهر تحليقًا غير منتظم، حيث يكتسب ميزة الانتظام بقيمة الاستدارة صفر، مما يعزز فهمنا لحركة الكواكب في الفضاء الخارجي.
باستخدام تقنيات العبور والمراقبة الدقيقة، تم توفير هذه البيانات المثيرة حول Kepler-273 b، مما يسهم في توسيع معرفتنا بتنوع العوالم الخارجية وقدرتنا على استكشاف وفهم غموض الكون وجمالياته المدهشة.