في إحدى الزوايا النائية والمهيبة للكون، تبرز نجمة Kepler-267 ببريقها الخافت في سماء الفضاء. وفي هذا النظام النجمي البعيد، نكتشف كوكبًا رائعًا يُدعى Kepler-267 d، والذي يُعد واحدًا من الكواكب البعيدة التي تحمل في طياتها أسراراً كونية تثير الفضول والدهشة.
يتميز Kepler-267 d بموقعه البعيد جدًا عنا، حيث يتراصف في فجوة فضائية تمتد على بعد 864 وحدة فلكية من الأرض. يكمن هذا العملاق الغازي في الظلام الفضائي ويظهر بلمعانه الفائق بواقعية عندما يرى من الأرض، حيث تصل شدة ضوءه النجمي إلى 16.69 درجة، مما يضيف جوًا من الغموض إلى سماء الليل.
وما يميز Kepler-267 d أكثر هو تشابهه الواضح مع الكواكب من نوع نبتون، حيث يتسم بخصائص تجعله يندرج في هذا الفئة الفلكية. إذ يبلغ ضعف كتلته 5.77 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا هائلًا يجذب الانتباه إلى جاذبيته الفائقة. وبالنظر إلى قطره، الذي يعادل 0.203 قطر جوبيتر، يظهر أمامنا كعملاق غازي يستحوذ على فضاء الكون بأناقة فريدة.
تتألق روعة Kepler-267 d أيضًا في حركته حول نجمه الأم Kepler-267. يتسارع في مداره بنصف قطر يبلغ 0.154 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 0.078028746 سنة. تتسم حركته بالاستقرار، حيث يظهر بأنه لا يتميز بتمرد في مساره الدائري، حقيقة تلمح إلى نظام متين ومستقر في هذا الركن البعيد من الكون.
وفي سياق الاكتشاف، كانت السنة 2014 هي العام الذي شهد إعلان اكتشاف Kepler-267 d، حيث تم استخدام طريقة العبور (Transit) للكشف عن هذا الجوهر الكوني. وباستخدام هذه الطريقة المتطورة، تم رصد تغيرات ضوء النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما سمح بتحديد بعض الخصائص الرئيسية لهذا العالم الغامض.
إن Kepler-267 d هو نافذة إلى عالم من الغرائب والتحديات العلمية، حيث يمتزج الفضول بالبحث العلمي لفهم أعماق هذا الجسم السماوي الفريد في رحلة مستمرة نحو فهم أعماق الكون وأسراره اللامحدودة.