في إحدى أركان الفلك وعلى بعد تقريبي يبلغ 2000 سنة ضوئية منا، تتوسط الكون Kepler-262 c، وهي إحدى الكواكب الفائقة الأرضية التي تعتبر جزءًا من نظام نجمي يتألف من نجم يُطلق عليه Kepler-262. تلك الكوكبة المثيرة للإعجاب تندرج تحت فئة الكواكب الضخمة التي يتجاوز حجمها وكتلتها بكثير الحجم الأرضي العادي.
يُظهر Kepler-262 c روعة الطبيعة الكونية بأبهى حللها، فهو يتميز بقطر يُقدر بنسبة 1.64 مرة أكبر من قطر الأرض، وهذا الفارق الكبير في الأحجام يضفي عليه طابعاً فريداً يلفت انتباه المستكشفين الفضائيين. ولكن لا يقتصر التميز على الحجم فقط، بل يمتد إلى الكتلة أيضًا، حيث يبلغ معامل الكتلة المتضاعف 3.33 مرة مقارنةً بالكتلة الأرضية.
تم اكتشاف Kepler-262 c في عام 2014، ومن ثم أصبحت محط اهتمام علماء الفلك ورواد الفضاء. يتجلى تأثير النجم الأم، الذي يتميز بلمعانه الذي يُقدر بـ 14.478 مقدار ظاهري، في البيئة الفلكية للكوكب. إن درجة اللمعان الضعيفة تجعل الكوكب موضعاً لاستكشاف مميز، حيث يفتح ذلك الفرص لدراسة التأثيرات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في ظل هذا النظام الكوني الرائع.
تدور Kepler-262 c حول نجمه الأم بمسافة تقارب 0.152 وحدة فلكية، ويستغرق لها حوالي 0.05995893 سنة لاكتمال دورتها الشمسية. وبالرغم من تلك الحركة الكونية الدقيقة، فإن الكوكب يظل مستقراً تمامًا في مداره، حيث يكتسب تماثلًا ثابتًا في مساره الدوري.
تتسم Kepler-262 c بخصائص فلكية فريدة، مثل انخراطها في أسلوب الكشف عن الكواكب المتعرضة للعبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في اللمعان للنجم الأم نتيجة عبور الكوكب أمامه. هذه الطريقة الفعّالة للاكتشاف تتيح للعلماء استنتاج العديد من الخصائص الفيزيائية والجيولوجية للكوكب بدقة.
باختصار، تتيح لنا Kepler-262 c لمحة نادرة عن تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتجسد جمال الفضاء اللانهائي وتعقيداته الفلكية. إن السعي لفهم هذا العالم البعيد يمثل تحديًا مثيرًا للعقول البشرية، وربما يكون لديه الكثير ليكشفه لنا حول أصولنا ومكاننا في الكون الواسع.