في إحدى الزوايا البعيدة للفضاء اللانهائي، حيث تتلاعب الكواكب بألوان السماء وتتألق النجوم ببريقها الباهر، تبرز Kepler-259 c كجوهرة ساطعة في سماء الكون. إنها إحدى الكواكب البعيدة المكتشفة في عام 2014، حيث تم تحديدها كجسم فلكي يقع على بُعد يبلغ 3269.0 سنة ضوئية من الأرض.
تتميز Kepler-259 c بخصائص فلكية مذهلة تجعلها تختلف عن أقرانها في الكون. يتميز هذا العالم البعيد بنوعه الكوكبي الذي يشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تعكس السمات الفريدة لهذا الكوكب جاذبية خاصة تلفت الأنظار إلى روعة تشكيله الكوكبي.
إحدى السمات المثيرة للاهتمام حول Kepler-259 c هي كتلتها المذهلة التي تعادل 7.75 مرة كتلة الأرض، مما يشير إلى وجود كتلة هائلة تميزها في هذا الزمان البعيد. هذا الكوكب يحمل معه تأثيرًا ثقيلًا يعكس العمق الفلكي لهذا الجسم السماوي.
ما يجعل Kepler-259 c أكثر إثارة هو قطرها الذي يعادل 0.241 قطر Jupiter، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا القطر الهائل يرسم صورة فلكية تظهر الكوكب بأبعاد تجعلها تتفوق على معظم العوالم البعيدة المكتشفة حتى الآن.
تدور Kepler-259 c حول نجمها الأم بنفس الإلتفاف الكوكبي، حيث يبلغ معامل الإلتفاف 0.1010267 عام، مما يشير إلى أن السنوات هناك تمتد بشكل قصير ولكن مكثف. يتميز مدارها أيضًا بقربه الكبير من نجمها الأم، حيث يصل الشعاع الدوري إلى 0.217 وحدة فلكية.
رغم أن التشابه الظاهر بين Kepler-259 c وأقرانها في النظام الشمسي يبرز بوضوح، إلا أنها تحمل بعض الاختلافات الملحوظة. يعكس الشكل الدائري المثالي لمدارها بمعامل الاستدارة 0.0 تلك القوانين الفلكية التي تجسد الانتظام والتناغم في هذا الركن البعيد من الكون.
لم يكن اكتشاف Kepler-259 c ممكنًا دون الاعتماد على أسلوب استشعار العبور، حيث يعد هذا الأسلوب وسيلة موثوقة للكشف عن الكواكب البعيدة والتأكد من وجودها من خلال ملاحظة تغيرات في إضاءة نجمها الأم أثناء عبور الكوكب أمامه.
تترك Kepler-259 c أثرًا لا محالة في ملفات الكواكب البعيدة، مما يلفت الأنظار إلى تعددية الأنظمة الكونية وتعقيداتها الفلكية الرائعة. إنها رحلة استكشافية في عالم الفضاء تذكرنا بجمال وتنوع الكواكب التي تدور في هذا السماء اللانهائية، حيث يتألق Kepler-259 c كنجمة منيرة في مجرة من ذهب.