في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، تتوسط كوكبٌ لامع يُدعى Kepler-257 d الفضاء العميق بكل أسراره وجماله الغامض. يقع هذا الكوكب البعيد على بُعد ضخم يبلغ حوالي 2545 وحدة فلكية من الأرض، مما يجعله عنصرًا فريدًا ومثيرًا للاستكشاف في هذا الكون الواسع.
تتسم Kepler-257 d بطابع فلكي يشابه تلك الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، حيث يُصنف ككوكب من النوع “نبتوني المشابه”، ما يشير إلى تشابهه بنيةً وخصائصٍ مع كوكب نبتون المثير للفضول والغموض في نظامنا الشمسي. إن هذا الاكتشاف الرائع تم في عام 2014، حيث أضاءت الأضواء على Kepler-257 d لتكون واحدة من أحدث الإضافات إلى قائمة الكواكب البعيدة.
لنغوص أكثر في تفاصيل هذا العالم البعيد، إن الكتلة الخاصة به تجاوزت الـ 21.7 مرة مقارنة بالأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تفوق تلك التي نعرفها في نظامنا الشمسي. ولكن الجدير بالذكر أن هذا الرقم لا يقاس بمفرده، بل يعكس مضاعفة الكتلة بالنسبة للأرض.
أما عن قطره، فيبلغ 0.442 من قطر كوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. تلك الأرقام تُظهر لنا أن هذا الكوكب يتمتع بحجم ضخم وشكل يتشابه إلى حد كبير مع العمالقة الغازية الشهيرة.
تدور Kepler-257 d حول نجمه المضيء بشكلٍ مذهل عند مسافة تقدر بحوالي 0.16 وحدة فلكية، وتتميز فترة دورانه الدورية بزمن قدره حوالي 0.06762492 عام، مما يفتح أمام الباحثين نافذة فريدة لفهم التكوين والديناميات التي تحدث على سطحه وفي غلافه الجوي.
ما يجعل هذا الكوكب أكثر إثارةً هو عدم وجود تغير في مساره المداري، حيث يظهر أنه يتبع مسارًا دائريًا تقريبًا بدرجة صفر للانحراف، وهو ما يبرز استقراره الفريد في نظامه الشمسي الخاص.
تم اكتشاف Kepler-257 d باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغييرات طفيفة في إضاءة النجم عندما يمر الكوكب أمامه، ما يساعد في تحديد الحجم والتركيب الجيولوجي لهذا العالم البعيد.
هكذا، يظهر Kepler-257 d كجوهرة نادرة في سماء الفضاء، تشكل تحديًا فريدًا للباحثين والعلماء لفهم أسرار تاريخه وتكوينه، مع إمكانية أن يكون لديه تأثيرات كبيرة على فهمنا للكواكب الخارجية والعوالم البعيدة.