في سماء اللامتناهيّة، تتلألأ نجوم لامعة تروي حكايا الكواكب التي تدور حولها. ومن بين هذا البحر السماوي المليء بالأسرار، تبرز كوكب يُدعى Kepler-249 b، مُضيءًا كجوهرة نادرة في مجرة درب التبانة. اكتشف هذا العالم الفريد في سنة 2014، حيث انفتحت أبواب الكون لتكشف لنا عن هذا الكوكب السوبر الأرضي.
يتميز Kepler-249 b بموقعه البعيد، حيث يتباين عناقه للنجم الأم، ويتأرجح في فضاء يمتد على مسافة تبلغ 621 وحدة فلكية عن الأرض. إن درجة سطوعه النجمية، التي تبلغ 16.37، تضفي عليه طابعًا خاصًا، يُظهر مدى جماله في الظلام الفضائي.
هذا الكوكب الرائع يُصنف ضمن فئة “الأرض الفائقة”، حيث يتميز بخصائص فريدة تميزه عن منازلنا الكوكبية الأخرى. إذ يبلغ معامل كتلته 1.32 مقارنة بالأرض، ما يجعله أثقل قليلاً من أم الكرة الزرقاء. وبناءً على القياسات، يتضح أن نصف قطره يزيد بنسبة 1.09 مقارنة بالأرض، مما يجعله كوكبًا أكبر حجماً وأكثر تنوعًا.
تحدثنا دراستنا المكثفة عن مدار Kepler-249 b، حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.035 وحدة فلكية، ويستغرق مدة دورته الشمسية فقط 0.009034907 سنة. يتميز المدار بعدم انحرافه الكبير (الشذوذ)، حيث يظل ثابتاً عند 0.0، مما يُظهر نظاماً مستقراً ومتناغماً في هذا الكوكب الفريد.
تم استخدام أسلوب العبور لاكتشاف Kepler-249 b، حيث كان يمر أمام نجمه الأم بشكل دوري، ما يؤدي إلى تغيير طفيف في سطوع النجم. هذه الظاهرة المتكررة والدقيقة أتاحت للعلماء استنتاج وجود هذا العالم الرائع.
في نهاية المطاف، يبقى Kepler-249 b شاهدًا على عظمة الكون وتعقيداته، مُثبتًا في مداره الفضائي ككوكب فريد ينتظر الكشف عن المزيد من أسراره وغموضه في السماء المهيبة.