في أعماق الفضاء اللامتناهي تتألق نجم يحمل اسم Kepler-244، وحوله تتداول كواكبه المثيرة، ومن بين هذه الكواكب يبرز Kepler-244 d كجوهرة ساطعة في تاج الكون. يتميز هذا العالم الفريد بخصائص فلكية تثير الدهشة وتشكل جزءاً لا يتجزأ من اللغز العميق للكون.
تتأرجح Kepler-244 d في مدارها الفلكي على بعد يناهز 3381 وحدة فلكية من نجمها الأم، نجم Kepler-244، الذي يتلألأ بلمعان يصل إلى 15.747 درجة من الشدة النجمية. يعتبر هذا اللمعان المعتدل جزءًا من العناصر الجذابة للنظام الكوكبي، حيث يسطع Kepler-244 d ككوكب من نوع “Super Earth”.
تم اكتشاف هذا العالم الساحر في سماء الكون في عام 2014، حيث توقف الباحثون للحظة أمام هذا الاكتشاف الرائع الذي ألهم الفضول والتساؤل حول أسرار الكواكب البعيدة. إن Kepler-244 d يأخذنا في رحلة عبر الزمن والفضاء، حيث يظهر بوضوح أنه جزء لا يتجزأ من مسرى الكواكب التي تكوّن جمالية الكون.
وما يزيد من رونق Kepler-244 d هو تأثير الكتلة الفلكية البالغة 15.2 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يمنحها وزناً فلكياً استثنائياً. ولكن هذا لا يقلل من روعة الكوكب، بل يزيد من تعقيداته وتفرده في هذا النظام الكوكبي.
يتسم Kepler-244 d بشكل استثنائي أيضًا من حيث قطره، حيث يعادل 0.206 قطرًا لكوكب المشتري. هذا الحجم الهائل يضفي على الكوكب سمة فريدة وجاذبية لا مثيل لها، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من تشكيلة الكواكب المتنوعة في الكون.
ينغمس Kepler-244 d في مداره الذي يبلغ نصف قطر 0.14 وحدة فلكية، حيث يتأرجح بأناقة في حضن نجمه الأم، يكمل دورته الكوكبية في زمن يعادل 0.0550308 من الأعوام الأرضية. إن هذه الحركة الكوكبية المتأنية تضفي على Kepler-244 d لمسة من الرشاقة والسحر في تفاعله مع نظامه الشمسي.
تأخذ الكواكب الضخمة المثلثة شكلًا مستقيمًا بينما تدور حول نجمها، وهذا الشكل المتماثل يشير إلى استقرار فريد في النظام الكوكبي. ورغم أن Kepler-244 d يظهر بشكل جذاب في سماء الليل، إلا أن وسيلة الكشف عنه كانت بواسطة “العبور” (Transit)، حيث يعبر الكوكب أمام وجه النجم المضيء، مما يؤدي إلى انخفاض ضوء النجم بشكل طفيف ويسمح للعلماء بتحليل تلك الظاهرة الفلكية الرائعة.
بهذه السمات الفريدة والساحرة، يظل Kepler-244 d رمزًا للغموض والجمال في عالم الكواكب البعيدة، حيث تتشابك العلوم والفنون في تكوين قصة فلكية تروي جمال وتعقيد الكون.