في الأعماق البعيدة للسماء، تتلألأ كواكب الكتلة والأبعاد المتنوعة، ومن بين هذه الكواكب تبرز Kepler-244 b، كوكب غامض يقع على بُعد يُقدر بـ 3381.0 سنة ضوئية من الأرض. يتميز هذا الكوكب بتلميعه الضعيف، حيث يبلغ سطوع النجم الذي ينتمي إليه نحو 15.747 درجة.
Kepler-244 b يأخذ مكانًا فريدًا في فصيلة الكواكب المشابهة لنبتون، حيث يظهر بنية كوكبه كبيرة الكتلة مع معامل كتلة يبلغ 8.05 مرات تلك التابعة للأرض. هذا يضفي عليه وزنًا فائقًا، ينبئ بخصائص جاذبية استثنائية قد تكون محط اهتمام الباحثين وعلماء الفضاء.
إذا نظرنا إلى أبعاده، نجد أن نصف قطره يبلغ 0.246 مرة قطر المشتري، الكوكب العملاق في نظامنا الشمسي. هذا الحجم المتواضع يضع Kepler-244 b في فئة الكواكب الضخمة والصغيرة في الوقت نفسه، مما يثير التساؤلات حول طبيعة سطحه وتكوينه.
لكن ما يثير الدهشة أكثر هو المسافة التي يتبعها Kepler-244 b حول نجمه. يتراوح النصف الكبير لمداره حول نقطة التفاف المركزية عند 0.05 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.011772759 سنة لاكتمال دورته الفلكية. هذا الزمن القصير يشير إلى وجود مدار محيطي قريب، يجعل Kepler-244 b يتلقى نصيبا فريدا من الضوء والطاقة من نجمه.
رغم أن الكوكب يتميز بانحرافه القليل عن المدار الدائري، حيث تبلغ الشذوذ الشمسي 0.0، إلا أن وسيلة اكتشافه كانت عبر طريقة العبور (Transit)، حيث يمر الكوكب أمام نجمه ويختفي جزئيا، مما يتيح للعلماء تحليل الزيادات والنقصانات في سطوع النجم والكشف عن وجود الكوكب.
تم اكتشاف Kepler-244 b في عام 2014، ومنذ ذلك الحين، يبقى موضوعًا فريدًا للدراسات الفلكية. يشكل هذا الكوكب التحديات والألغاز التي تشد انتباه العلماء، ويفتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم الكواكب البعيدة وتنوعها الفريد في هذا الكون اللامتناهي.