في أعماق الفضاء اللانهائي، تتلألأ نجمة تعرف باسم Kepler-224 ببريقها الفريد وسط عتمة السماء الليلية، تشكل هذه النجمة نظامًا شمسيًا بديعًا يحمل في طياته أسرار الكون وأجسام فلكية فريدة. ومن بين هذه الأجسام، نبرز كوكبًا استثنائيًا يُدعى Kepler-224 e، الذي ينتمي إلى فئة الكواكب الفائقة الأرضية.
يُعتبر Kepler-224 e واحدًا من تلك العجائب الفلكية التي تتميز بمواصفات فريدة ومثيرة للاهتمام. يبلغ المسافة بين هذا الكوكب الساحر ونجمه Kepler-224 نحو 2551.0 سنة ضوئية، حيث يظهر بوضوح في سماء عالمنا كنقطة ضوء باهرة برغم بُعده الشاسع.
عندما نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لـ Kepler-224 e، نجد أنه يتمتع بكتلة فائقة تُقدر بنحو 4.54 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًّا يضاهي وزن العديد من الكواكب. ولكن الإثارة لا تنتهي هنا، حيث يظهر قطره بنسبة 1.97 مرة مقارنة بقطر الأرض، مما يمنحه ملامح الكواكب الفائقة الأرضية التي قد نتخيلها في أحلامنا حول الفضاء والكواكب البعيدة.
تأتي إكتشافات هذا العالم الفلكي الرائع بتاريخ مميز، إذ تم اكتشاف Kepler-224 e في عام 2014، حين كانت أنظار العلماء تتجه نحو أعماق السماء بحثًا عن أسرار الكواكب البعيدة. وكانت طريقة الكشف عنه تعتمد على ظاهرة العبور أو الترانزيت، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، مما يسبب تغييرًا طفيفًا في السطوع يمكن قياسه واكتشاف الكوكب بفضله.
لا تقتصر إثارة Kepler-224 e على خصائصه الفيزيائية الرائعة فقط، بل تمتد إلى حيزه الفلكي، حيث يدور حول نجمه الأم في مدار دائري بشكل لافت. يبلغ شعاع المدار حوالي 0.124 وحدة فلكية، ويستغرق هذا الكوكب الفائق الأرضي وقتًا قصيرًا لاكتمال دورته حول نجمه، حيث تبلغ فترة مداره نحو 0.050924025 سنة.
وفي سياق الأمور الفلكية، يظهر Kepler-224 e بأنه كوكب ذو شكل مداري مستقر بدرجة كبيرة، حيث يتسم مداره بعدم وجود تغييرات كبيرة في التمدد، ما يعكس انتظام حركته حول نجمه. تلك الاستقرارية تضفي على هذا الكوكب طابعًا هادئًا في رحلته المستمرة عبر السماء اللانهائية.
من الجدير بالذكر أن وسيلة اكتشاف Kepler-224 e كانت من خلال رصد ظاهرة الترانزيت، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، ما يسبب انخفاضاً طفيفاً في سطوع النجم، وهو ما استدعى الانتباه ودفع العلماء للتحقيق العميق في هذا الظاهرة الكونية الرائعة.
في نهاية المطاف، يظهر Kepler-224 e ككوكب فائق الأرض يتحدى حدود الفضاء ويأخذنا في رحلة سحرية عبر عوالم لا نعرف سوى القليل عنها. يضيء هذا الكوكب الفريد بنجمه Kepler-224 كنجمة في سماء الكون، تتركنا وراءها متسائلين ومستكشفين، نحلم بالمزيد من الاكتشافات والأسرار التي تخفيها أكوان بعيدة.