في إحدى الزوايا البعيدة والغامضة للكون، يظهر كوكب فائق الأرض يدعى Kepler-208 b، كتحفة فلكية مذهلة تحمل في طياتها أسرارًا لا يمكن تصوّرها. ينتمي هذا العالم البعيد إلى فصيلة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث تكمن روعته في معادلة فريدة من نوعها تجمع بين الكتلة والأبعاد، مما يمنحه هوية فلكية فريدة تتجاوز حدود المعرفة البشرية.
تتواجد Kepler-208 b على بُعد ضوء سنوات فضائية تصل إلى 2529.0 سنة ضوئية، في سماء الكون التي تشهد تناغماً بين الظلام والضوء، حيث يتلألأ الكوكب بسطوع يبلغ 13.561 درجة نجومية. تعكس هذه اللمعانات الفلكية سرًا يُكشف عنه بحذر، كما لو كان الكون يروي قصةً سحرية عبر لغة الأرقام والترددات الفلكية.
ما يميز Kepler-208 b هو طابعه ككوكب فائق الأرض، حيث يزخر بكتلة مضاعفة تبلغ 3.29 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحه ثقلًا فلكيًا يفوق الخيال. ومع ذلك، يتحلى هذا الكوكب بأبعاد متفردة، إذ يبلغ نصف قطره 1.63 مرة من نصف قطر الأرض، ما يمنحه سماتٍ جغرافية فريدة.
يدور Kepler-208 b حول نجمه بمسافة فلكية تبلغ 0.054 وحدة فلكية، ويكمل دورته الشمسية في زمن يعادل 0.011498973 سنة فضائية. تتسم مداراته الكونية بالاستقرار، حيث تكاد تكون خالية من التحولات الكبيرة في المسار، مما يخلق توازناً هشًا ومنطلقًا لاكتشافات علمية جديدة.
رغم بُعده الفلكي، لم يمنع ذلك الإنسان الفضولي من استكشاف هذا العالم الغامض. اكتشاف Kepler-208 b جاء في عام 2014، حيث استعان الباحثون بأسلوب العبور الفلكي للكواكب، حيث يرصدون انخفاضًا في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه.
إن مواصفات Kepler-208 b تجسد الجمال الفلكي بأبهى صوره، حيث يمتزج فيه الكتلة الهائلة بالأبعاد الساحرة والتفاصيل الكونية المدهشة. إنه عالم يتحدى حدود المعرفة، ورغم بعده الكبير، يظل مصدر إلهام لعلماء الفلك والباحثين، مستمرًا في تشكيل ألغاز الكون وتوجيه الأنظار نحو أفق العلوم الفلكية والاستكشافات الفضائية.