في إحدى أركان السماء، وتحديدًا في النجم Kepler-193، يتلألأ عالم غامض يحمل اسم Kepler-193 b. يعتبر هذا الكوكب البعيد إحدى الألغاز الفلكية التي تزين سماء الليل، وهو ينتمي إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون.
تتميز Kepler-193 b بموقعها البعيد عنا بمسافة تبلغ 3292 وحدة فلكية، ما يجعلها تعود إلينا بصعوبة وتشكل تحديات فلكية فريدة. النجم الذي يحتضن هذا الكوكب يتألق بشكل خافت بمقدار مغناطيسي يبلغ 14.712، مما يجعله ضيفًا صعب الرؤية في سماء الليل.
تم اكتشاف Kepler-193 b في سنة 2014، حيث كانت هذه اللحظة الفارقة تمثل خطوة هامة في رحلتنا لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة. يتميز هذا العالم الغامض بمضاعف كتلة يبلغ 6.3 مرات متوسط كتلة الأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة.
إذا كان الحديث عن الأبعاد، يظهر Kepler-193 b بقطر يبلغ 0.213 مرة من قطر المشتري، مما يمنحه مظهرًا ضخمًا يفوق الكواكب العادية. يعتبر الكوكب متميزًا بمداره الذي يمتد على بعد 0.106 وحدة فلكية من نجمه، ويستغرق دورة كاملة حول النجم في زمن قدره 0.031211497 سنة.
ومن الجدير بالذكر أن Kepler-193 b يبرز بدوره أيضًا بخصائصه الفلكية الفريدة، حيث يظهر بدرجة انحراف صفرية في مداره، ما يعني أن حركته حول النجم تتم بشكل دائم في دائرة تقريبًا، مما يجعله كوكبًا مستقرًا في مساره.
تم الكشف عن Kepler-193 b باستخدام أسلوب العبور أثناء اكتشافه، حيث كان يتسبب في انخفاض ضوء النجم المضيف عندما يمر أمامه. هذه الطريقة الدقيقة والفعالة في الكشف عن الكواكب البعيدة تسهم في توسيع آفاقنا في علم الفلك وتحليل التكوين الكوني.
في النهاية، يظل Kepler-193 b كوكبًا مثيرًا للاهتمام، يقدم للباحثين والعلماء فرصة استثنائية لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة والتعمق في تفاصيلها المثيرة. إنه عالم يلفت الأنظار إلى أعماق الفضاء اللامتناهي، حيث يبقى الكون مليئًا بالأسرار والإثارة، في انتظار الكشف عن المزيد من الأسرار والكنوز الفلكية.