في أعماق السماء اللامتناهية، تتناثر الكواكب كألؤبة ساطعة في مسرح الفضاء اللامتناهي، ومن بين هذه العوالم الغامضة تبرز Kepler-1909 b، وهي كوكب يتميز بخصائص فريدة تجعله جوهرة ثمينة في تاج الكواكب. يعود اكتشاف هذا الكوكب السوبر الأرض Kepler-1909 b إلى العام 2021، حيث تم استخدام أسلوب الاكتشاف بواسطة العبور (Transit) للكشف عن وجوده.
يتميز Kepler-1909 b بمسافة فضائية تبلغ 2491.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يجعله ينشر جاذبيته الخاصة في أرجاء هذا الفلك الواسع. وبالرغم من بعده الشاسع، يتميز هذا الكوكب بلمعان ساطع يظهر بشكل خافت في السماء، حيث تصل درجة السطوع النجمي إلى 15.933 مقدارًا، مما يجعله نجمًا يتألق في الخلفية الليلية.
تعتبر Kepler-1909 b من فئة الكواكب السوبر الأرض، وهي تصنف ضمن العوالم الضخمة ذات الكتلة العالية مقارنة بكوكب الأرض. إذ يتميز بمضاعف كتلة يبلغ 1.33 مرة مقارنة بالأرض، مما يجعله يتمتع بقوى جذب فائقة وظروف جوية غامضة.
ما يجعل Kepler-1909 b أكثر إثارة هو قطره المضاعف الذي يبلغ 1.092 مرة قطر الأرض، مما يمنحه هيكلًا فريدًا وأبعادًا تجعله يبرز بين باقي الكواكب. هذا الكوكب السوبر الأرض يعزف سيمفونية الفضاء بألحانه الخاصة، ويتناغم مع بقية الكواكب في هذا العرض الكوني الرائع.
فيما يتعلق بحركته حول نجمه الأم، يتدور Kepler-1909 b في مدار بلغ 0.0306 وحدة فلكية، مستكملاً دورته حول النجم بفترة دورية تبلغ 0.006570842 سنة. تتسم هذه الدورة بعدم وجود تمدد في المدار (Eccentricity)، مما يمنحها انتظامًا واستقرارًا فريدين.
لم يكتشف Kepler-1909 b ذلك البهاء الفضائي إلا من خلال استخدام أسلوب العبور، حيث يتم رصد تغييرات طفيفة في السطوع النجمي عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم. هذه التقنية الدقيقة تفتح أبواب الاكتشاف الكوني وتكشف عن أسرار الكواكب وأسمارها الساحرة.
في ختام هذا الرحلة الفضائية، يظهر Kepler-1909 b كلوحة فنية فريدة في مجموعة الكواكب المتلألئة. إنه عالم مليء بالغموض والإثارة، يتربع في عرشه السماوي كواحد من أبرز الكواكب التي تنثر سحرها في فضاء لا نهائي.