في أعماق السماء، حيث تتجلى روعة الكون وتتلاقى النجوم في رقصة ساحرة، تبرز كواكب تحمل في جعبتها أسراراً تعكس تنوع الكائنات السماوية. إحدى هذه الكواكب المثيرة للفضول هي Kepler-1903 b، العالم السماوي الذي يتألق بألوانه ويحمل قصة فريدة في سجلات الاكتشاف الفلكي.
تقع Kepler-1903 b على بعد يصل إلى 5791.0 سنة ضوئية من الأرض، في منطقة نائية تحفها الظلام وتشد فيها قوانين الجاذبية السماوية الخيوط الرفيعة للكواكب والنجوم. يبدو هذا العالم السماوي كنقطة لامعة في عتمة الليل، حيث يتوقف العقل عند تفكيك أسراره ومعرفة ما إذا كان يحمل أسرار حياة أو أحلاماً فلكية.
إن سطوع Kepler-1903 b يبلغ 15.456 في المقياس المطلوب، ما يجعله جوهرة مضيئة في كوكبتنا الليلية. هذا الرقم يلقي الضوء على مقدار الطاقة الذي ينبعث من هذا العالم الفلكي ويمنحنا نظرة عن قرب إلى الحياة السماوية المذهلة التي تتداخل فيها الكواكب والنجوم.
تصنيف Kepler-1903 b يضعه ضمن فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، ما يعزز التساؤلات حول طبيعته وتكوينه. هل يحمل سراً في طياته ينتظر كشفه؟ أم هو مجرد عالم آخر يضاف إلى لائحة الكواكب الغامضة التي تملك جاذبية خاصة بها في هذا السماء اللامتناهية؟
تم اكتشاف Kepler-1903 b في عام 2021، حيث قام العلماء برصد ظاهرة العبور (Transit) لهذا الكوكب، مما أتاح لنا لمحة فريدة عن مساره وطبيعته. هذا الاكتشاف يمثل نقطة فارقة في تاريخ استكشاف الفضاء، حيث يتساءل العلماء اليوم عن ما إذا كان هناك المزيد من الكنوز في السماء تنتظر بصبر لتكشف عن نفسها.
كمضيئة لا تُنكر، تتسم Kepler-1903 b بكتلة مضاعفة تعادل 5.85 مرة من كتلة الأرض، وهو معيار يبرز تفوقه وثقله في الفضاء. بالمثل، يكون نصف قطره 0.204 مرة نصف قطر المشتري، ما يجعله كوكباً ذا أبعاد استثنائية تكاد تتحدى حدود الخيال.
لكن أحد أبرز الألغاز المحيطة بهوية Kepler-1903 b يتجلى في شكله الدائري الذي يدور حول نجمه بمدار يبلغ 0.1321 وبفترة دوران تقدر بحوالي 0.04681725 سنة، ما يشير إلى تناغم مدهش في رقصة الكواكب حول نجومها الأم.
إضافة إلى ذلك، يظهر Kepler-1903 b بخصائص غريبة بحيث يكاد يكون مستقرًا تمامًا دون أي انحراف في مداره، إذ يبلغ التمييز في شكل مداره حوالي 0.0، ما يجعله قمة في التناغم الفلكي والاستقرار السماوي.
أما وسيلة اكتشافه، فتعتمد على ظاهرة العبور (Transit)، حيث يعبر Kepler-1903 b أمام نجمه الأم، مما يسفر عن تغيير في سطوع النجم يمكن رصده من الأرض. هذه الطريقة الدقيقة تسهم في استكشاف وفهم خصائص الكواكب بدقة فائقة.
بهذه الطريقة، يكون Kepler-1903 b ليس مجرد كوكب في السماء، بل عالم يحمل قصة فلكية مليئة بالغموض والجمال، مشيرًا إلى أن الكون لا يزال يحتفظ بأسراره العديدة التي تنتظر الكشف عنها وكتابة فصول جديدة في سجلات الكواكب والفضاء.