في أعماق السماء، وعلى بُعد ضوء يمتد لـ 4343 سنة ضوئية، تتوسط الكواكب السماوية مجرة ميلكيّة الخلّابة. وفي هذا السياق الفلكي المدهش، نجد الكوكب Kepler-1859 b، الذي يتمتع بمواصفات فلكية تلفت الانتباه وتثير فضول علماء الفضاء والباحثين في مجال الكواكب.
Kepler-1859 b يعتبر من فئة الكواكب العظمى أو الـ “Super Earth”، حيث يتميز بكتلة ثلاث مرات أكبر من كتلة الأرض. وتلك الكتلة الهائلة تعكس بشكل لافت الخصائص الفريدة لهذا الكوكب، حيث يبلغ معامل الكتلة 3.13 مرات كتلة الأرض. وفي سياق مماثل، يكون نصف قطر Kepler-1859 b مضاعفًا لنصف قطر الأرض بنسبة 1.583، مما يبرز حجمه الاستثنائي في هذا النظام الشمسي البعيد.
لكن الاستثنائية لا تقتصر فقط على الحجم والكتلة، بل تمتد إلى مداره الفلكي وخصائصه البيئية. يُلاحظ أن المسافة بين Kepler-1859 b ونجمه الأم تبلغ 0.0394 وحدة فلكية، وهي مسافة قريبة نسبيًا تضفي على الكوكب طابعًا استثنائيًا في ترتيب الأجرام السماوية. ومع ذلك، يُلاحظ أيضًا أنه يستغرق Kepler-1859 b فقط 0.0073921974 سنة ضوئية ليكمل دورته الشمسية، وهو ما يشير إلى حركة سريعة على مداره.
تأتي تفاصيل اكتشاف هذا الكوكب البعيد في إطار العلم الفلكي الحديث، حيث تم رصده لأول مرة باستخدام طريقة العبور أو “Transit” عام 2021. ومن خلال استناد العلماء إلى هذه الطريقة الدقيقة للرصد، تمكنوا من تحديد الكتلة والقطر وحتى الخصائص المدارية لهذا الكوكب بدقة فائقة، مما يسهم في تفهم أعماق الكون والظواهر الفلكية الفريدة.
ومع كل هذه المعلومات الرائعة، يظل Kepler-1859 b نقطة ضوء في عالم الفضاء، يلفت الانتباه ويثير الفضول حول الأسرار التي قد يكشفها عن الكواكب البعيدة والأنظمة الفلكية الغامضة في أعماق السماء.