في الأعماق البعيدة والغامضة للفضاء اللانهائي، نكتشف الكواكب الغريبة والمدهشة التي تروي قصصًا من الخلود والتكوين. أحد هذه العوالم الفضائية الساحرة هو كوكب Kepler-1855 b، الذي يندرج ضمن فئة الأرض العظمى الفائقة، والذي يجسد أحدث اكتشافات علم الفلك، حيث أُعلن عنه في عام 2021.
يتوسط هذا الكوكب العملاق الذي يحمل اسم Kepler-1855 b، الفضاء اللانهائي بأمجاده وسحره الفلكي، ويظهر كنجم براق في سماء الليل، برغم بُعده الذي لا يمكن قياسه بوساطة الأرقام المتاحة حاليًا. تتألق هذه الكوكبة في السماء الفلكية بسطوع يبلغ 16.556 درجة من الشدة، مما يجعلها نجمًا بارزًا يستحوذ على اهتمام علماء الفلك والرواد الفضائيين على حد سواء.
تتميز Kepler-1855 b بخصائص فريدة تميزها عن كواكبنا الشمسية المعتادة. إذ يكمن سرها في كونها “Super Earth”، وهو وصف فلكي يشير إلى كواكب خارج نظامنا الشمسي يتمتع بكتلة أكبر بكثير من الأرض، ولكنها ليست بالحجم الضخم الذي يُعتبر كوكباً غازياً. هذا يعني أن Kepler-1855 b تحمل في جعبتها ثقلًا يعادل 1.96 مرة كتلة الأرض، مما يخلق توازنًا فريدًا من نوعه في دورانها حول النجم اللامع.
تتفرد Kepler-1855 b أيضًا بأبعادها الفلكية المذهلة، حيث يظهر قطرها الفلكي بمعدل 1.216 مرة قطر الأرض. تتناغم هذه النسب الكونية في سماء Kepler-1855 b، مما يجلب لها هوية فريدة وشخصية فلكية لا تضاهى.
يتأرجح هذا العملاق الفضائي في مداره حول النجم اللامع بنسبة تبلغ 0.0115 وحدة فلكية، مما يجعله يسافر في فترة زمنية تتسم بالقصر الملحوظ. فالفترة الزمنية لدورانها الكامل حول النجم الأم تبلغ 0.0019164955 يوم، وهو رقم يعكس سرعة دورانها الرائعة والملفتة.
وبالرغم من هذه الحقائق المثيرة، إلا أن Kepler-1855 b تحمل معها سرًا إضافيًا في تفاصيل اكتشافها، إذ تم رصدها باستخدام الطريقة الفلكية المتقدمة المعروفة بـ “Transit”. حيث يتم قياس الانخفاضات المتكررة في سطوع النجم الأم، مما يشير إلى مرور الكوكب أمامه، ويتيح للعلماء استنتاج العديد من الخصائص والمعلومات القيمة حول هذا العالم الفضائي الفريد.
في النهاية، يظهر Kepler-1855 b كنافذة مثيرة إلى عوالم لا تعد ولا تحصى في هذا الكون الفسيح، حيث يبقى للإنسان التطلع وراء الأفق، مستكشفًا أسرار الكون ومحاولًا فهم تلك الكواكب البعيدة التي تحمل في طياتها أسرارًا لا يزال العقل البشري يسعى لفهمها.